سُمعت أصوات قتال في جنوب الخرطوم، يوم الأحد، بينما يوجد ممثلون عن طرفي الحرب السودانيين في السعودية لإجراء محادثات يأمل وسطاء دوليون أن تضع حدا للصراع المستمر منذ 3 أسابيع، وتسبب في مقتل المئات وموجات فرار جماعي.
وتأتي المحادثات في جدة في إطار مبادرة أمريكية سعودية هي أول محاولة جادة لإنهاء القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع الذي حول أجزاء من العاصمة الخرطوم إلى مناطق حرب وقوَض خطة مدعومة دوليا تهدف للانتقال للحكم المدني بعد اضطرابات وانتفاضات استمرت لسنوات.
وتسببت المعارك منذ اندلاعها منتصف أبريل/نيسان الماضي في مقتل مئات الأشخاص وإصابة الآلاف وعرقلة إمدادات المساعدات وفرار 100 ألف لاجئ إلى خارج البلاد.
واستقلت مناهل صلاح (28 عاما)، وهي طبيبة في معمل للتحاليل، رحلة لمن يتم إجلاؤهم من بورتسودان إلى الإمارات وقالت إن أسرتها اختبأت لثلاثة أيام في منزلهم القريب من مقر الجيش في العاصمة قبل أن تسافر بعد ذلك للمدينة المطلة على البحر الأحمر.
وتابعت قائلة: “نعم أنا سعيدة بالنجاة… لكنني أشعر بحزن عميق لأنني تركت أمي وأبي في السودان وحزينة لكل هذا الألم الذي يحدث في وطني”.
ويسعى الآلاف للمغادرة عبر بورتسودان على متن قوارب متجهة للسعودية أو الدفع مقابل رحلات جوية تجارية باهظة الثمن للرحيل من المطار الوحيد الذي يعمل في البلاد أو من خلال رحلات الإجلاء.
وقال عبدالقادر (75 عاما) الذي استقل طائرة إجلاء متجهة للإمارات: “حالفنا الحظ أن نسافر لأبوظبي لكن ما يحدث في الخرطوم التي قضيت فيها كل سنوات عمري أمر مؤلم… ترك حياتك وذكرياتك هو أمر لا يمكن وصفه”.
وبينما يسعى الوسطاء إلى إيجاد مسار يفضي للسلام، أوضح الجانبان أنهما سيناقشان فقط هدنة إنسانية ولن يتفاوضا لإنهاء الحرب.
وأكد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي مشاركة جماعته في المحادثات قائلا إنه يأمل في أن تحقق الهدف المرجو منها وهو فتح ممر آمن للمدنيين.
وكان حميدتي قد تعهد إما بالقبض على قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أو قتله. وثمة أدلة على الأرض تشير إلى أن الجانبين ما زالا عازفين عن التوصل لحل وسط يوقف إراقة الدماء
من ناحية أخري تلقى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خطابا من القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري في السودان، يعرضون فيه وجهة نظرهم حول دور الجامعة لوقف الحرب الدائرة.
وقال المتحدث باسم الأمين العام إن “القوى المدنية طلبت من الأمين العام التواصل الفوري مع قيادات القوات المسلحة والدعم السريع لحثهما على وقف القتال كأولوية رئيسية، مع رفض التدخلات الخارجية التي تساهم في زيادة إشعال الحرب أو توسيع رقعتها
كما طالبت القوي المدنية أبو الغيط بدعم الانتقال لعملية سياسية تفضي إلى اتفاق جميع الأطراف على ترتيبات دستورية جديدة تنشأ بموجبها سلطة مدنية، متوافق عليها، لتنفيذ برنامج إصلاحي خلال فترة انتقالية قصيرة تؤدي إلى انتخابات عامة والحصول على الدعم الإغاثي العربي لمواجهة الكارثة الإنسانية داخل وخارج الخرطوم