أكد خبير اقتصادي أن العراق في ظل عدم استثمار الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط، “يحرق يوميا 80 مليون دولار في الجو” مطالبا باستثمار الغاز وتحويله لايرادات مالية يمكن بها وتمويل عجز الموازنة.
ويستورد العراق 35 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميًا منهم 28 مليون قدم مكعب من إيران لتشغيل المصانع، لسد العجز في إنتاج الطاقة، فضلاً عن استيراده 1300 ميغاواط من الكهرباء الإيرانية.
وقال الخبير بالشان الاقتصادي صفوان قصي، إن “العراق ماض في عملية استثمار الغاز المصاحب والغاز المسال، مبينا وجود احتياطي 112مليار متر مكعب من المساحات غير المستخرج منها الغاز بمعنى انه يستطيع ان يدخل في عملية صناعة الغاز “.
واشار إلى أن “احتياطي العراق يصل إلى 11 عالميا وهناك مناطق غير مستكشفة على مستوى محافظة الانبار فعملية تعزير ايرادات العراق المالية من اولوية الحكومة وعليها استثمار الغاز بدلا من عملية حرقه في الجو “.
واكد ان “اكثر من 80 مليون دولار تحرق يوميا من هذا الغاز نتيجة عدم استثماره وحرقه مع عملية استخراج النفط “.
وتابع ان ” استثمار الغاز سيسهم بسد ديون الكويت على العراق الدين المترتب على حرب الخليج وبذلك نجنب الموازنة عملية تمويل ديون الكويت ونحن بحاجة الى هذه الاموال “.
وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قد دشن ، الاسبوع الماضي أضخم برج محلي لإنتاج الغاز المصاحب لاستخراج النفط، من حقول الخام العملاقة جنوبي البلاد بطاقة تصل إلى 400 مليون قدم مكعب قياسية يومياً.
ووفق آخر إحصائية لوزارة النفط، فإن انتاج الغاز المصاحب في عموم العراق لشهر سبتمبر أيلول الماضي، بلغ 2.319 مليار قدم مكعب قياسية يومياً، فيما بلغت الكمية المحروقة منها 1.150 مليار قدم مكعب قياسية يومياً.
وتفيد تقديرات بأن العراق يمتلك مخزونا يقدر بـ112 تريليون قدم مكعب من الغاز؛ ويحل العراق المرتبة الحادية عشر بين دول العالم الغنية بالغاز الطبيعي، بحسب بيانات رسمية.
ورغم كونه من أهم الدول المنتجة للنفط، إلا أن الاستثمار في قطاع الكهرباء وإسالة الغاز لم يحظي بالاهتمام الواجب من الحكومات العراقية المتعاقبة.
وكانت وزارة النفط بالحكومة السابقة، أعلنت في فبراير/ شباط الماضي توقيع عقود لإنشاء منشآت لمعالجة الغاز في جميع الحقول النفطية بالبلاد، في مسعى بذلك الوقت للاستغناء عن إيران في مدة تصل إلى ثلاث سنوات.
وقال وقتها وكيل وزير النفط لشؤون الغاز حامد يونس الزوبعي أن وزارته وضعت “خطة لاستثمار الغاز المصاحب لإنتاج النفط ،الذي يمثل نحو 70 % من مجموع الغاز المتوفر كاحتياطي للعراق”، مبيناً أن “المجموع الكلي للمشاريع الموضوعة تحت التنفيذ بحدود ألفين مليون قدم مكعب قياسي في اليوم”، مشيراً الى أن “كميات الغاز المستثمر ضمن المنشآت المستثمرة حاليا هي 1500 مقمق باليوم تجهز الى محطات الكهرباء”.
وخلال العامين الماضيين شهدت عدة محافظات جنوب العراق مظاهرات احتجاجية على انقطاع الكهرباء، وهي الأزمة التي يواجهها العراقيون صيف كل عام، رغم صرف المليارات على قطاع الكهرباء دون جدوى، وبسبب احتكار إيران تصدير الكهرباء إلى العراق.
والعراق يعاني نقصاً في إمدادات الطاقة الكهربائية منذ العام 1990 عقب فرض الأمم المتحدة حصاراً على العراق، وتفاقمت المشكلة بعد العام 2003، وازدادت ساعات انقطاع الكهرباء الى نحو عشرين ساعة في اليوم الواحد.
ويبلغ إنتاج الطاقة الكهربائية في العراق قرابة 18 ألف ميجاواط/ ساعة، بينما يبلغ حجم الاستهلاك 23 ألف ميجاواط؛ وعجز يبلغ 4000 ميجاواط، فيما يتم استيراد ألف ميجاواط من إيران.