الأمة| انطلقت احتجاجات شبابية بعدة محافظات في سلطنة عُمان، اليوم الإثنين، ضد البطالة والأوضاع الاقتصادية غير الملائمة، قوبلت في بعض المناطق بتعامل أمني عنيف، مع تجاهل إعلامي.
وكانت البداية من صحار العاصمة القديمة لسلطنة عمان والواقعة بمحافظة شمال الباطنة، حيث تكرر اليوم الإثنين تنظيم وقفة سلمية تطالب بحل أزمة الباحثين عن عمل والمسرحين من أعمالهم، بعد وقفة نظمت أمس أمام مديرية العمل وشهدت اشتباكات بين المحتجين والشرطة.
ووفق مقاطع فيديو انتشرت على منصة تويتر، كان هناك انتشار أمني كثيف في صحار الحدودية مع الإمارات، وردت السلطات الأمنية على المحتجين الذين ألقوا الحجارة بقنابل الغاز.
حسبي الله ونعم الوكيل إلى ما اوصلنا به،الوطن و ممتلكاته أمانة في اعناقكم محاسبة الفاسدين بالدولة ينصف العدالة وما نشاهدة الان نتيجة الفساد في الأعوام السابقة.
الان لابد من تدخل الحكماء في الحكومة بأن تمتص هذا الغضب الشعبي إذا تم تجاهل الأمور سوف تكون مفاجآت تهز البلد#صحار_تنتفض pic.twitter.com/ZOKOS74zia— ابراهيم الهنائي (@Ibrahimalhinaii) May 24, 2021
واليوم شهدت مدينة صلالة في محافظة ظفار، مسيرات احتجاجية مسائية وليلية، كما انطلقت قبلها مظاهرات مشابهة في مدينة عبرى بمحافظة الظاهرة غرب سلطنة عمان.
وردد مشاركون في الاحتجاجات شعار “الشعب يريد إسقاط الفساد”.
#صحار_تنتفض و #صلالة_تتضامن كلنا عمُان بنبض واحد لأجل حرية التعبير والدفاع عن حقوق كل عاطل والتوظيف المباشر لهم ، وإلى كافه الأحرار وجب آن نقف معاً ونطالب بــ#الحريه_لمعتقلي_صحار و #الحرية_لمعتقلي_صلاله
صلاله الان pic.twitter.com/rrESUPnN4L— عبدالله العامري (@cccyyu1) May 24, 2021
وفيما أقرت وزارة العمل بعلمها بوجود احتجاجات ضد البطالة في محافظة شمال الباطنة، غابت وسائل الإعلام المحلية والوكالة العمانية الرسمية عن تغطية الاحتجاجات المستمرة لليوم الثاني على التوالي في سلطنة عمان.
وخرجت دعوات لتنظيم وقفة احتجاجية صباح غدًا الثلاثاء أمام مقر وزارة العمل، ومن المتوقع أن تتوسع الاحتجاجات لتشمل مدنا أخرى.
ويعكس الانتشار الأمني الكثيف الذي رافق الاحتجاجات، مخاوف من أن تتحول الاحتجاجات ضد البطالة في سلطنة عمان إلى مطالب سياسية على غرار ثورات الربيع العربي.
https://twitter.com/3_alshafei/status/1396699194090471425
وتنصب الشكاوى على ازدياد الاعتماد على الوافدين، إضافة للفصل التعسفي في القطاع الخاص بسبب الظروف الاقتصادية لا سيما أزمة كورونا، وعدم وجود قطاع خاص استثماري حقيقي في السلطنة، مع المطالبة بإلغاء قانون الترقيات الجديد.
ووفق تقارير يبلغ عدد العاطلين عن العمل في سلطنة عُمان حوالي 17% من إجمالي تعداد السكان، وتبلغ نسبة البطالة بين الشباب 50%.
وفي يناير الماضي تصدر وسم “تجمع سلمي للباحثين عن عمل” تويتر في سلطنة عمان حيث دعا المشاركون فيه إلى توفير فرص العمل ومعالجة سريعة لأزمة الباحثين عن العمل.
ويبدوا أن الاحتجاجات التي انطلقت أمس جائت بنتائج إيجابية بعض الشيء، إذ أفادت وكالة الأنباء العمانية الرسمية أن عددا من الباحثين عن العمل والمنهية توجهوا إلى المديريات التابعة لوزارة العمل للتسريع في معالجة أوضاعهم، وأعلن اليوم عن استكمال إجراءات تعيين 2364 معلماً ومعلمة للعام الدراسي 2021 / 2022 م وإعلان استقبال أكاديمية السلطان قابوس البحرية يوم أمس عددًا من المواطنين للتوظيف، بالإضافة إلى الإعلانات المختلفة عن طريق وزارة العمل في القطاعين العام والخاص.
ووفق البيانات الصادرة اليوم عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات ارتفع معدل التضخم في سلطنة عمان خلال شهر أبريل
الماضي بنسبة 1.59 بالمائة مقارنة بالشهر المماثل من عام 2020، كما شهد المعدل ارتفاعًا بنسبة 1.47 بالمائة مقارنة
بشهر مارس 2021.
وتعتبر الاحتجاجات الحالية، أول اضطراب يواجهه السلطان هيثم بن طارق، الذي تقلد المنصب في يناير العام الماضي بعد وفاة السلطان قابوس بن سعيد.