إِنَّ الزَمانَ يَغُرُّني بِأَمانِهِ
وَيُذيقُني المَكروهَ مِن حَدَثانِهِ
وَأَنا النَذيرُ مِنَ الزَمانِ لِكُلِّ مَن
أَمسى وَأَصبَحَ واثِقاً بِزَمانِهِ
ما الناسُ إِلّا لِلكَثيرِ المالِ أَو
لِمُسَلِّتٍ ما دامَ في سُلطانِهِ
فَإِذا الزَمانُ رَمى الفَتى بِمُلُمَّةٍ
كانَ الثِقاتُ عَلَيهِ مِن أَعوانِهِ
أَقلِل زِيارَتَكَ الصَديقَ وَلا تُطِل
هِجرانَهُ فَيَلِجَّ في هِجرانِهِ
وَاِعلَم بِأَنَّكَ لا تُلائِمُ كُلَّ مَن
أَلقى إِلَيكَ تَلَهُّفاً بِلِسانِهِ
إِنَّ الصديقَ يَلِجُّ في غِشيانِهِ
لِصَديقِهِ فَيَمَلُّ مِن غِشيانِهِ
حَتّى تَراهُ بَعدَ طولِ مَسَرَّةٍ
بِمَكانِهِ مُستَثقِلاً لِمَكانِهِ
وَأَخَفُّ ما يُلفى الفَتى ثِقلاً عَلى
إِخوانِهِ ما كَفَّ عَن إِخوانِهِ
وَإِذا تَوانى عَن صِيانَةِ نَفسِهِ
رَجُلٌ تُنُقِّصَ وَاِستُخِفَّ بِشانِهِ