أنـشـقـى ، وتـنـفضُّ الـمـباهجُ قـهـقرى !! … وتـغـتالُنا أوجــاعُ هـجـرِكَ فـي الـورى !!
ونـنـظـرُ . إذ تُــغـري الـمـحـاجرَ ومـضـةٌ … يــبـوحُ بـهـا الـفـجرُ الـبـعيدُ إذا ســرى !!
نــســامــرُ أشــبــاحـا يـــــرفُّ خــيـالُـهـا … عـلـى الـمـقلِ الـظمأى ، ويـتعبُنا الـسُّرى
ونــنـصـتُ والأصــــداءُ شــجــوُ مــآتــمٍ … تــرامـى عـلـى صــدرِ الـمـدائنِ والـقُـرى
وحـمـحـمـةٌ فــــي دربِ فــرســانِ أُمَّـــةٍ … لــطــولِ عــهــودِ الــنـأيِ ويـــكَ تــذمَّـرا
أنـشـقى وعـنـدَ الـقومِ سـيفٌ ومـصحفٌ … تـفـيـضُ بـــه الآيـــاتُ خــيـرًا مـنـضَّرا !!
ولــلــقـومِ ويــــح الــقــومِ إنَّ لـعُـريِـهـم … رداءً زهــــا بــالـعـزِّ والــمـجـدِ أخــضــرا
أنــشــقـى ولـــلإســلامِ فــيــنـا نــمـيـرُه … ولــمَّـا يــزلْ يـحـيي الـمـآثرَ إن جــرى !!
وأهــدى رحـيـبَ الـكـونِ أمـنـا و رفـعـةً … فـــمــا رأت الــدنــيـا أجـــــلَّ وأطـــهــرا
ويـزكـو الـجـنى ، والـطـيبُ يـمـلأُ رِدنَـه … بــســاعــدِ خـــيـــرٍ لـلـفـضـائـلِ شـــمَّــرا
وعــهــدٌ يــواتـيـه الـسَّـحـابُ فـيـنـتشي … ويــهــتـزُّ فــيـنـانًـا ، ويـــمــرعُ مُــكــثِـرا
ويـحـلـو بـــه وجـــهُ الـفـصـولِ ، فــبِـرُّه … لـــكـــلِّ مــغـانـيـنـا أفـــــاضَ وأســـفــرا
ويــهـفـو إلــــى أفــيـائِـه الــنــاسُ إنَّــــه … لــعـهـدٌ بــــه صــفــوُ الــمـنـى مـاتـكـدَّرا
وقومي بنوا بالدينِ في الأرضِ مجدَهم … فـنـعـمَ الـــذي شـــادَ الـحـنـيفُ وعــمَّـرا
قــــد اتــخــذوا الإيــمــانَ بالله مـنـهـجًا … وصـــاغــوا لأأيـــــامِ الـعـقـيـدة مــنـبـرا
عــلــى عــالَــمٍ أرغــــى عــلـيـه طـغـاتُـه … ولـــفُّــوه بــالـبـلـوى ، وكـــــان مـــنــوَّرا
ويـسـقـطُ طــاغـوتٌ وإن طـــالَ عـمـرُه … وإنْ شـــدَّ فـــي ظــلـمِ الـخـلائقِ مـئـزرا
فــفـرعـونُ لــــم يــبــرحْ مــــآلِ عُــتُــوِّه … عــلـى قـــدرٍ لــمَّـا اسـتـخـفَ وسـيـطـرا
وآخــــــرُ أردتْــــــهُ الــمـنـيَّـةُ فــارتــمـى … عــلـى ركــنِـه الـمـنـهارِ إذ بـــاتَ لايـــرى
ولــــم يــبـقَ إلا مـــا جــنـاه مـــن الأذى … حــكـايـا مــــن الـلـعـنـاتِ لــــن تـتـغـيَّرا
ولــمَّــا يــقــمْ لـلـظـلـمِ والــغــيِّ مـنـهـجٌ … وكــيـف !! وقـــد رامـــوه ديــنًـا مــزوَّرا
ولـيـس لــه فــي الـفـضلِ بــاعٌ و دولــةٌ … تــعــيــشُ وتــبــقـى لــلـمـآثـرِ مـــحــورا
ومـنـهـجُـنـا الــقــرآنُ دســتــورُ رحــمــةٍ … إلـــهــيــةٍ أغــــنـــى الأنــــــامَ وبـــشَّـــرا
يـــمـــرُّ عــلــيـنـا بـــالأمـــان صــبــاحُــه … ويــمــلأُ فـــي الإمــسـاءِ دنــيـاه عـنـبـرا
ولــكــنَّـنـا عـــمــيٌ ، وشـــعــبٌ مــغــفَّـلٌ … وقـــد رضـــيَ الأوهـــامَ يـأكـلُها الـكـرى
ويـبـتـهلُ الأبـــرارُ فـــي مـوسـم الـرضـا … ويـــدعــون ربًّـــــا بــالإجــابـةِ أجـــــدرا
وفــي صـدقِـهم تـخـطو الـبـشائرُ حُـلوةً … عـلـيـها ضــراعـاتُ الـقـلـوبِ كــمـا تــرى
فــــإنَّ هــــدى الإســــلامِ يــنـقـذُ أمَّــــةً … ومــــن نــــورِه نــــورُ الــفــلاحِ تــحـدَّرا
فــيــا أُمَّــتــي هــبِّـي وعـــودي عــزيـزةً … فــقـد ظــهـرَ الـصـبـحُ الــنـديُّ وأســفـرا
ويــــا أُمــتـي أيـــن الـربـيـعُ يـضـمُّـنا ؟! … وأين رفيفُ الأنسِ يحيي جنى الثَّرى ؟!
تـبـيـعـيـنـنـي دارًا يــهــدِّمُـهـا الأســــــى … وتـمـتـلـكين الــيــومَ قــلـبـي مــدمَّــرا !!
فـــمــا أنـــــا إلا مــــن بــنـيـك تــنـاثـروا … فــلـسـتُ لــهــا أبــنـي ولــسـتُ مـخـيَّـرا
سـفـحْتُ صِـبايَ الـحُلوَ فـي حـمأةِ الـعنا … فـــجــرَّ أمـــانــيَّ الــعِــذابَ إلــــى ورا !!
ومــا زلــتُ والأوجــاعُ تـنـهشُ مـهجتي … أجــوبُ دجـاهـا قــد أضــرَّ بــيَ الـسُّـرى
وأرقــبُ فـضـلَ اللهِ فــي تـيـهِ حـسرتي … وأســألُــه الــصَّـبـرَ الـجـمـيلَ لِــمـا عـــرا
فـمـا مــات َفــي قـلبي الـرجاءُ ولا ونـى … لـسـانـي فــشـدوي بـــاتَ عــنـه مـعـبِّـرا
وإنــــي وإن عــــاثَ الــيـبـابُ بـأعـيـني … لأبـصـرُ رغــمَ الـكـربِ مـسـعايَ أخـضـرا
تـــهــادى مــحــيَّـاهُ الــبـسـيـمُ مــبـلَّـجًـا … فـفـاضت حـنـايا الـنـفسِ مـسكا وعـنبرا
*** … ***
يــطــوفُ بــبـيـداءِ الـشـعـوبِ سـحـابُـنا … فـأحـيا بـمـا يـهـمي الـهـدى مَــنْ تـبصَّرا
ورفَّـــتْ أمـــانٍ لــم يـكـنْ ظــلُّ زهـوِهـا … عـلـى الأرضِ لــولا مَــنْ أهــابَ وحــذَّرا
وأنــبــتــت الآيــــــاتُ جـــنَّـــتِ عـــــزَّةٍ … بـأفـيـائـها خــطــوُ الــعـلـى مــــا تـعـثَّـرا
وأغــنــى ذوي الإيــمــانِ وعـــدُ نـبـيِّـهم … فـــأزهـــرَ حـــقـــلٌ لــلـيـقـيـنِ وأثـــمــرا
ولـــم يـبـقَ لـلـطغيانِ والـكـفرِ مــن يــدٍ … تـــطــوِّقُ أعــنــاقًـا ، وجـــــورٍ تـبـخـتـرا
تـــمــرغَ طـــاغــوتٌ بـــأيــدي عــصـابـةٍ … رعــــى سـعـيَـها ربُّ الـسـمـاءِ و أظــهـرا
وهـــبَّــت بــمـرمـاهـا الـــريــاحُ رخــيَّــةً … وجـنـدلـت الـفـرسانُ كـسـرى و قـيـصرا
ومـا بـاتَ فـي الـذلِّ الـمقيمِ سـوى فتىً … نــأى عــن حـيـاضِ الـنـورِ جـهلا وأدبـرا
ومـــــن كــــلِّ إنــســيٍّ مَــريــدٍ تــخـالُـه … يـعـيـشُ كــوحـشٍ فـــي الــفـلاةِ تـنـمَّرا
ومـــن كــلِّ دجَّــالٍ مـشـتْ فــي رِكـابِـه … فــلـولُ رعــاعٍ لـيـس تــدري بـمـا جــرى
كــأنَّــهُــمُ الـــصُّـــمُّ الـــذيــن تـــحــدَّروا … عــلــى ســفــحِ بــغـيٍ لـلـحـنيفِ تـنـكَّـرا
ودانــتْ لـسـلطانِ الـسـماءِ يــدُ الـحِجَى … فــمــا شــــطَّ نـاديـهـا الـبـصـيرُ وغــيَّـرا
وأشــرقَ مــن خـلـفِ الــدروبِ صـبـاحُنا … يـــبــدِّدُ مــــا الــلـيـلُ الـمـعـربـدُ ثــرثــرا
فــهــذا ( بـــلالٌ ) فـــوقَ قِــمَّـةِ مــجـدِه … مــــع الــفـجـرِ نــــادى لـلـفـلاحِ و كــبَّـرا
وهـــذي الـصَّـحارى بـالـميرَّاتِ أمـرعـتْ … وجــــــاءَ مُــنــاهــا بــالــهـنـاءِ مــبــكِّــرا
وأغـفـتْ قـبـيلَ الـفـتحِ فــي حـلم عـلى … نــــــداءِ خـــــلاصٍ بـالـشَّـريـعـةِ عُـــبِّــرا
تــلـفَّـتَ حــــولَ الــغــارِ والــنُّـورُ غــامـرٌ … ومـــــا هـــــي إلا أن أفـــــاقَ فــأبــصـرا
وألــفــى بــبـيـتِ اللهِ صــــوتَ مــحـمَّـدٍ … وقــــد هـــدَّ بـالـحـقِّ الــضـلالَ و دمَّـــرا
ونُـــكِّــســت الأوثـــــــانُ واللهُ قـــــــادرٌ … وهــــانَ أبــــو جــهـلٍ ، وبــالـذلِّ عُــفِّـرا
ومـــــاتَ كــفــرعـون الأثــيــمِ مــعـانـدًا … تــعـالـى عــلـى أهـــلِِ الــهـدى وتـجـبَّـرا
فــكـم ضـــاقَ ذرعًـــا بـالـحنيفِ وأهـلِـه … وكــم أرخــصَ الـغـالي الـنـفيسَ وغـرَّرا
ومــــــا هـــــي إلا جـــولــةٌ وتـنـهـنـهـتْ … قــوى الـبـغيِ ، والـعـادي الـغشومُ تـعثَّرا
لــقــد سـئـمـتْ دنــيـاهُ مــنـه وأُهـلـكـتْ … نـــفــوسٌ تـــولاَّهــا الــشَّـقـاءُ فــأعـسـرا
وفــطـرةُ ربِّـــي لــيـس يُــطـوَى جـلالُـها … وإن عـصفَ الإلـحادُ فـي الـخلقِ أو عـرا
ولا تــتَّـقـي عـــضَّ الـعـمـى غــيـرُ أمَّـــةٍ … تـجـانـبُ مـــا ألــقـى الـفـسادُ وشـرشـرا
فـلـيـسـتْ تــــرى إلا الـشـريـعةَ مـنـهـجًا … وغـيـرُ الـهـدى لـلـناسِ فـي الـسَّيرِ أخَّـرا
ومـــا أوفـــت الـعـهـدَ الـوثـيـقَ بـحـقـبةٍ … مـــــع اللهِ إلا مــجــدُهـا قــــد تــصــدَّرا
ومـــا أدبـــرتْ عـــن جـنَّـةِ الـبِـرِّ أنـفـسٌ … بــعــهـدٍ مـــضــى إلا هـــواهــا تـــكــدَّرا
فــدونـك فـابْـنَـيْ مـــن مـلاهـيـكِ قــوةً … عــلـى الأرض تـلـقَـيْ مـابـنـيتِ مـبـعثرا
وكــــلُّ حــضــاراتِ الـشـعـوبِ سـفـاهـةٌ … إذا لــــم تُــقِــمْ لـلـدِّيـنِ والــحـقِّ مـنـبـرا
*** … ***
رأيْـــتُ الــذيـن الـيـومَ جـابـوا فـضـاءَنا … بــمـحـضِ صــنـاعـاتٍ وعــقــلٍ تــبـحَّـرا
يـتـيهون عــن نـفـحِ الـسَّـعادةِ ، فـابتنوا … لـهـم مــن لـظـى الأهـواءِ صـرحا تـفجَّرا
ولـــم أرَ أوهـــى مـــن بــيـوتِ ضـلالِـهم … ولــــســـتُ أرى إلا أخــــــسَّ وأحـــقـــرا
يـعـيـشـون !! لاأدري ألـلـنـفسِ والــهـوى … أم الـعـيـشُ مـابـاهـوا بــه الـغـيَّ مـنـكرا
ومــا قـيـمةُ الـعـيشِ الـمـنغَّصِ بـالأسـى … إذا ارتـــادُ أهـلـوه الـفـضاءَ كـمـا نــرى !!
( نـعـيشُ ونـفنى ) مـن صـناعةِ كـفرِهم … ولـيـسَ لـهـم فـيـها الـهـدى حـيثُ أُكـبرا
ولــكـنَّـنـا نــحــيـا ، ونــحــيـي قــلـوبَـنـا … ولا نــرتــضــي إلا الــفــضـائـلَ مــعــبـرا
ونــعـلـمُ مـــن وحـــيِ الــرسـالاتِ أنــنـا … سـنُـبـعثُ يــومًـا كـــي نــعـودَ ونُـحـشرا
ونـحـيـا حــيـاةَ الـخـلـدِ فـــي دارِ ربِّــنـا … ونـلـقى الــذي فــي الأرضِ كـان مـؤخَّرا
*** … ***
بـغـيرِ هــدى الإســلامِ نـشـقى ونـنحني … أمــــامَ هــــوى مـــازالَ يــدعـو لـنـكـفرا
دهـتـنـا مـــن الأوجـــاعِ ألـــفُ مـصـيـبةٍ … بـهـا وهــجُ الإيــذاءِ فـي الـعيشِ أسـفرا
وخـــاضــت ديــاجــيـرَ الــكــآبـةِ أمـــــةًٌ … فـــكــلُّ فــــؤادٍ مــؤمــنٍ قــــد تــضــوَّرا
بــعــصـرٍ عــبــوسٍ قـمـطـريـرٍ وذي أذى … تــمـطَّـى وشــدقــاهُ الـمـريـبـانِ أفــغــرا
ويـــومـــئُ فــتَّــانًـا ، ويـــبــدعُ زيـــفَــه … وخــلــفَ خــطــاهُ مَـــن أجـــادَ و دبَّـــرا
زمــــــانٌ تــشـبَّـثـنـا بـــوهـــنِ حــبــالِــه … وعـيـشٌ بــه قــد عـربـدَ الـبـؤسُ أغـبـرا
فــكـم مـــرَّغَ الأعـــداءُ فــيـه شـمـوخَنَا … وكــم روحُ زهــوِ الـمـجدِ بـالـهونِ سُـمِّرا
وحـشْـدُ الـمـلايين الـتـي طــابَ عـيشُها … عــلـى زخـــرفٍ مــنـه الــسَّـرابُ تـخـيَّرا
تـــنــامُ عــلــى جــفــنِ الــرزايــا كــأنَّـهـا … عـصـافـيرُ تـخـشـى أن تـطـيرَ وتـنـفرا !!
وتــأكــلُ مــــن كــــفِّ الـضـيـاعِ شـهـيَّـه … كــــأنَّ جــواهــا مــــا أحـــسَّ ولا درى !!
وهـاجـتْـه نـــزْواتُ الـمـيوعةِ فـاجـتدى … لــهـا ســلـوةً ضــمَّـت هــواهـم مــؤجَّـرا
فـإصـبـاحُهم نـــومٌ ، وإمـسـاؤُهم هــوى … ومــــا نــــاءَ مــــن هــــمٍّ أنــــاخَ وأثَّـــرا
ومـــاهــو إلا صــــورةٌ فــيــه أظــهــرتْ … خــبــايـا قـــلــوبٍ لـلـمـلايـيـن أعــصُــرا
تـــــوارى مــحـيَّـانـا الأصـــيــلُ بـلـهـونـا … ولــــم نــبـصـر الــعـادي عـلـيـنا تــسـوَّرا
ورِقَّــــــةُ أبــــــرادِ الـــهـــوانِ مــهــادُهـا … مـهـيـنٌ ، ولـــم يُـبـصـرْ بـهـا مَــنْ تـدبَّـرا
ودغـدغـةُ الـريـبِ الـبـغيضِ مــن الـعـدا … هــي الـذلُّ مـن ضـعفِ الـنفوسِ تـحدَّرا
لـقـد راعـنـا مــا خـبَّـأَ الـغـربُ ، واكـتوى … بـجـمـرِ عُــتـاةِ الــشـرقِ شــعـبٌ تــدمَّـرا
فـــهــاتِ لـعـيـنـيـكَ الـمـصـابـيحَ مــــرَّةً … وأبــعــدْ دجــــى تــيـهٍ عـلـيـها تـحـجَّـرا
تــــرَ الــــدَّمَ فــــوَّارًا ، وقــلـبَـك مـتـرعًـا … بــأشــواكِ رزءٍ قــــد أصــابــك مَــنـحَـرَا
يـثـيـرُ الأسـاطـيـرَ الــتـي طـــارَ ذكـرُهـا … بــقـصَّـةِ شــعـبٍ مـــا صــحـا أو تــذكَّـرا
ومـــا ضـــاقَ ذرعًـــا بـالـجراحِ سـخـينةً … ومـــــا لانَ قــلــبًـا أو ضــمـيـرًا تــفـطَّـرا
أذاقَ أعـــاديـــنـــا بـــنــيــنــا مــــــــرارةً … ونـمـضـغُـها حُــلــوًا يـطـيـبُ وســكَّـرا !!
فـكـيـف وقــد هـبَّـتْ شـعـوبٌ ومـزَّقـتْ … ثــيـابَ تـوانـيـها ، ونــحـن كــمـا تــرى !!
وبــيـن يـديـنـا مـــن مـثـانـي خـلاصِـنـا … أضــــــاءَ لــيـالـيـنـا هُـــداهــا وأســـفــرا
فــلـم يـــكُ مــن ضـيـقٍ يـلـفُّ صـدورَنـا … ولا الــمـوكـبُ الأعــلـى بــزحـفٍ تـعـثَّـرا
تـنـاسى بـنـو الإسـلامِ فـي زخـمِ الـهوى … رفـيـفَ شــذى الأسـحـارِ حـيـثُ تـعـطَّرا
ونـامـوا ولــم يـسـتيقظوا مــن سـباتِهم … ومــــا هــجــعَ الأتــقــى بــهــا و تــدثَّـرا
إذا أومــــأت دنــيــا الــمـلاهـي لأهــلـهـا … رأيـــتَ فــتـى الإســـلامِ لـلـذكـرِ شــمَّـرا
ونـــاجـــى بـــديــعَ الــكـائـنـاتِ تــبــتُّـلا … لـيـحـظى بــقـربٍ مــن رضــاه ويـشـكرا
ومـــــن دَرَنِ الآثــــامِ يــغـسـلُ روحَــــه … بــنــورِ الــرضــا عــبــدًا تــقـيًّـا مــطـهَّـرا
ومـــــا فـتـنـتْـه الـغـانـيـاتُ ولا الــغـنـى … ومـــا نـــالَ مــنـه اللهوُ إثــمًـا و مـنـكـرا
فـــحــبُّ إلـــــهِ الــعــرشِ طــــارَ بــلـبِّـه … عـلـى رفــرفِ الـتـقوى ، ولـلنفسِ حـرَّرا
تـسـامـى عـــن الأدنـــى ، ولــذَّةِ سـاعـةٍ … وحـــنَّ إلـــى الــفـردوسِ شـوقًـا فـبـكَّرا
كـسـتْـهُ يـــدُ الـتـوحـيدِ ثــوبًـا جـنـاحُـه … يـسـابـقُ بـالـروحِ الـطـهورِ بـنـي الــورى
وربَّــــاهُ هـــديُ الـمـصـطفى ، فـسـلـوكُه … عــلــيـه ســـمــاويٌّ ، ولا هـــــو قـــصَّــرا
فـفـيـمَ الـتَّـوانـي عــن مـعـارج رفـعـةٍ ؟ … وفــيـمَ الــصُّـدودُ الــمـرُّ ، فـالـنأيُ غـيَّـرا
ألـــم يـنـكـأ الـقـلـبَ الــنـؤومَ حـنـيـنُه ؟ … أمــا مــلَّ مــن طــولِ الـجفا وتـضجَّرا ؟
ألــم يــأنِ لـلـروحِ الـسـجينِ انـطـلاقُه ؟ … ألــم تـغـلب الأشــواقُ رفـرفـةَ الـكـرى ؟
أمــــا هــيَّـجـتْ لـلـنـفـسِ قــــرَّةُ أعــيـنٍ … أعُـــــدَّتْ لأربــــابِ الــمـنـازلِ أغــيــرا ؟
ومـــــن زمـــــرٍ يـــأتــون جــنَّــةَ ربِّــهــم … لـكـي يــردوا حـوضا مـصفَّى وكـوثرا ؟
وأبــوابُــهــا مــابــيــن هـــجــرٍ ومـــكَّــةٍ … وأشــجـارُهـا طــابــتْ ثــمـارًا ومـنـظـرا
وفــيـهـا ويــــا حُــسْــنَ الــمـآبِ زيـــادةٌ … مــجــاورة الــرحـمـنِ أعــظــمُ مــظـهـرا
إذا كـــشـــفَ اللهُ الــحــجـابَ تــنـعَّـمـوا … وطـــــابَ هـــواهــم بـالـنـعـيمِ تــخـيُّـرا
فـــأيُّ هـــوىً مـــن بــعـدِ ذلـــك خِــدنُـه … يـعـيشُ عـلـيه حـيـثُ قــارفَ مـنـكرا ؟!
مــعـانٍ ســـرتْ فـــي روحِ أُمـتِـنـا فــمـا … تــدنَّـى لــهـا سِــفـرٌ ، ولا الـمـجـدُ أُقــبـرا
وأعــطــتْ ذرا الـعـلـياءِ نـــورًا وبـهـجـةً … وأهـــدتْ إلـــى الـدنـيا الـرخـاءَ مُـنـشَّرا
ولـم تُـبقِ مـن شـوكِ الأذى فـي طـريقِها … فـــهــل لـــعــدوِّ الــديــنِ أن يــتـذكـرا !!
تــفــيـضُ مـغـانـيـهـا أريــجــا وبـلـسـمًـا … فـيـابـؤسَ مَــن جـافـى شـذاهـا وأدبــرا
ألــيــس الــهــدى لـلـعـالمين غِــراسُـه ؟! … فـمـا لـلأفـاعي تـقـطعُ الـنَّبتَ أخـضرا ؟!
ومـــــا لـلـطـغـاةِ الـظـالـمـين تـنـاهـشـوا … جــنـاه ، وأغـــروا بـالـبـيادرِ عـسـكرا ؟؟
هـنـالـك قـــد عـانـى الـكـرامُ وأُقـحـمتْ … يـــدُ الــعـارِ فـيـهـا مَــن طـغـى وتـجـبَّرا
فـمـوتي ، فـمـا مــن غـيـرةٍ تـدفـعُ الـعدا … وقـــد بُــحَّ صــوتُ الـمـنذرين وأخـطـرا
فـمـا الـعـيشُ فــي هــذا الـيـبابِ بـمثمرٍ … ولــكــنَّــه بــالــنـورِ والــفــضـلِ أثـــمــرا
ســحــابُـك يـــاقــرآنُ خــيــرٌ و رحــمــةٌ … وفــــيـــه ربــــيـــعٌ بــالــمـآثـرِ أســـفـــرا
فـــإنْ هـــي آبـــتْ لـلـهـدى وجــدتْ بــه … فـــلاحًــا أتـــــى لـلـصَّـالـحين وعــبـهـرا
*** … ***
رســولَ الـهدى مـن فـيضِ بِـرِّكَ أسـتقي … وأرقــــبُ فــضــلَ اللهِ نــصــرا مــــؤزَّرا
لأُمـــتِــك : الإســـــلامُ مـــــازالَ ديــنَـهـا … وإن بــــاتَ مـمـشـاهـا الـوئـيـدُ مـبـعـثرا
لــغــيـرِ إلـــهــي لــــن أبــــثَّ شـكـايـتـي … إذا الــــهـــمُّ أعـــيــانــي أذاهُ لأجـــــــأرا
وقـلـبي جــرى فـيـه الـحنينُ ، وأضـلعي … يــضـجُّ بــهـا شـوقـي الـطـروبُ مُـسَـعَّرا
يــمـزِّقُ مـــن حُـجْـبٍ ، ويـهـفو لـومـضةٍ … وأعـــلـــمُ أنَّ الأمــــــرَ كــــــانَ مـــقــدَّرا
أتــيــتُ إلـــى حـــيِّ الـمـبـراتِ مـجـهـدًا … أســـوقُ رحــالـي شــطـرَ ظــلِّـك مُـؤثِـرا
أنــاجــيــكَ يـــاربـــي ، وأذرفُ أدمـــعًــا … كـسـاها عـلـى جـفـنيَّ هــمٌّ قــد اعـتـرى
شـريـعـتُـكَ الــغــراءُ يــاخـالـقَ الــــورى … أمــــانٌ بــهــا والــخـيـرُ مــنـهـا تــفـجَّـرا
أتـــانــا بــهــا خــيــرُ الـنَّـبـيـين رحــمــةً … بـمـنـهـجِـها حـــــالُ الــشــعـوبِ تــغـيَّـرا
بــوجـهِ أبـــي الــزهـراءِ تُـسـقَـى مـرابـعٌ … وبــالــسُّـنـةِ الـــغـــرَّاءِ حــــــالٌ تــغــيَّـرا
وأنـــقـــذَ نــــــورُ اللهِ بــالــشـرعِ أُمَّـــــةً … وأعــلـى لــهـا الـبـنيانَ إذ طــابَ مـنـظرا
وجــــاءَ إلــــى الــدنـيـا بـرحـمـةِ بـــارئٍ … ولــلــنـاسِ بــالـنـهـجِ الــقـويـمِ مــبـشِّـرا
ويـنـجـو بــآيـاتِ الـكـتابِ مــن اهـتـدى … ويـلـقى الــذي يـأبـى الـهـدى مـا تـسعَّرا
رســــول الــهـدى أنـــت الـحـفـيُّ بــأمـةٍ … بــوصــفِـكَ خـــــلاَّقُ الــبــريَّـةِ أخـــبــرا
دعـــوْتَ ولـــم تـنـشـدْ لـنـفـسِك راحـــةً … وأُوذيــــتَ مـنـهـم كـــي تــكـلَّ وتُـقـهـرا
فــكـنـتَ بــهــم بــــرًّا رؤوفًـــا وصــابـرًا … وأعـظـمُ مَــنْ يـبـني الـعـلى مَـن تـصبَّرا
ولـــم تـــألُ جــهـدًا فــي تـتـبُّعِ خـيـرِهم … لــتـجـعـلَ بـــالإســلامِ حــقــلاً مُــنَـضَّـرا
وحــذَّرْتَـهـم غــــيَّ الــعـصـورِ تـتـابـعـتْ … وخــوفًــا عــلــى الإســـلامِ أن يـتـبـعثرا
ولــكــنَّـهـم ألـــقـــوا لـــغـــيٍّ قــيــادَهـم … فــعــزمُ الأُلــــى الأبـــرارِ فـيـهـم تـعـثَّـرا
فـهـاهـم عــلـى عـــزفِ الـقـيانِ تـحـلقوا … وجـــلُّـــهُــمُ بــالــمـوبـقـاتِ تــــدثَّـــرا ؟!
فــمـا لـلـشـبابِ الـيـومَ هــانَ لـشـهوةٍ ؟! … وفـيـمَ أخــو الـشَّـيبِ الـحـليمُ تـهوَّرا ؟!
فـيـاسيِّدي يـاخـيرَ مَــنْ طـلـعَ الـضـحى … عــلـيـه ، وعــــذري أن أقــــولَ وأنــهَــرَا
مـحـجَّـتُـكَ الـبـيـضـاءُ فــيـنـا ضـيـاؤُهـا … خـبـا ، وهُــدى الـرحـمنِ مــا بــاتَ آمــرا
ولــم تَــرَ فـيـنا غـيـرَ مَــنْ نــامَ أو ونــى … ومَــنْ شــذَّ عــن شــرعِ الـهـدى وتـنـكَّرا
ولــــولا رجــــالٌ يـحـفـظـون عـهـودَهـم … لأمــســى عــلانــا كـالـبـسـابسِ مــقـفـرا
تــداعــى عـلـيـنـا مـثـلـمـا قــلْـتَ عــالَـمٌ … أتــــــى لـــدمـــارِ الـمـسـلـمـين مُـــغَــرَّرا
ونــحــن شــتــاتٌ لــيـس تـجـمـعُنا يـــدٌ … سـنـاها يـلـمُّ الـشَّـملَ فــي ظُـلَمِ الـسُّرى
وطــــالَ بــنــا عــيـشُ الــهـوانِ ، تـلـمُّـنا … يــدُ الـبـؤسِ مـفـجوعين كــي نـتذكَّرا !!
لــعــلَّ قــلـوبًـا غــرَّهـا الــزيـفُ تــرعـوي … وأنـفـسَ مَــنْ ضـلُّـوا تــرى الـحقَّ مـعبرا
لــكــي يــمــلأَ الإســــلامُ عـــزةَ قـومِـنـا … فـخـارا ، وكــي يُـطوَى الـفسادُ ويـقصرا
فـــهــذا صـــريــخُ الــنـائـبـاتِ نــحـيـبُـه … بـأربُـعِـنا قـــد جـــاءَ بـالـكـربِ مُـحـضرا
وقــــد أنـهـكـتْـهُ الــنــازلاتُ فـــلا تـــرى … لـــــه جـــســدًا إلا وأصـــبــحَ مــغـبـرا !!
يــقــول : مــتــى يــاقــومُ تـسـتـيقنونها … لــيـالـيَ فــتــحٍ فـجـرُهـا هـــلَّ أنـــورا !!
فــقـومـوا إلـــى بــشـرى نـبـيِّـكم الـــذي … أتــانـا فــقـد جـــلَّ الـمـصـابُ وعـسـكـرا
إذا هـــــبَّ بـــالإســلامِ شــعـبـي فــإنــه … يـزحـزحُ عـن وجـهِ الـنهوضِ يـدَ الـكرى
ويــضـرمُ فـــي ســـاحِ الـجـهادِ مـواقـدًا … تــنــيــرُ طــريــقًـا لــلــخـلاصِ تــبــصَّـرا
ويـحـشـدُ فـــي أرضِ الـمـلاحـمِ مـوكـبًا … يـــنــالُ بـــــه نــصــرا عــزيــزا مــــؤزَّرا
ويـــرفـــعُ رايــــــاتٍ يــكــبِّــرُ جــنــدُهـا … ويــنـصـرُ ربُّ الــعـرشِ جـيـشًـا مُـكـبِّـرا
هـــو الــركـبُ بـالإيـمانِ تـقـوى زحـوفُـه … فـلـيـست تــخـافُ الـنَّـقعَ جـمـرًا تـسـعَّرا
فــقـد مـضـت الأحـقـابُ والـنـاسُ نُــوَّمٌ … ولـــم يـــكُ حــصـنُ الـنـائـمين مــسـوَّرا
ومـا كـان يـدري الـشعبُ مـاحيكَ حـولَه … مــــن الــكـيـد فــــي غــفـلاتِـه وتــدبَّـرا
فــألــقـى لأعـــــداءِ الــشـريـعـةِ رِسْــنَــه … فـبـيـعَ بــأسـواق الــعـدا لــمَـن اشــتـرى
وتــــاهَ بــنــوه الـغـافـلـون بــــلا هــــدى … وعـــادوا إلـــى كـهـفِ الـمـهالكِ قـهـقرى
ولاذوا بــــأحـــزابٍ تــــطـــاولَ غــيُّــهــا … فــوجــهُ عــلاهــم مـــن أذاهـــا تــذمَّـرا
فــيــاربِّ هــيــئ لـلـشـعـوبِ خــلاصَـهـا … فــسـهـمُ أعــاديـهـا رمــــى مــــا تــأخَّـرا
ويــا أُمـتـي عــودي إلــى اللهِ كــي تـريْ … فــلاحًــا وإصــلاحــا وخــيــرًا مــنـشَّـرا
وقـومـي فـهـذا الـعـصرُ لـلـدين صـحوةٌ … ســنــاهـا لأســـــوارِ الــمـظـالـمِ كَـــسَّــرا
وذي دول الإلـــحــادِ داســـــت نــعـالُـهـا … شـيـوعـيـةَ الأوغــــادِ والـسـجـنُ دُمِّـــرا
وقـــدَّمـــت الآلافَ قــتــلــى لـسـحـقِـهـا … نــظــامًــا هــــــواهُ لــلـشـعـوبِ تــنــكَّـرا
فــكـيـف يــنــامُ الـمـسـلمون ، وحـالُـهـم … عــلـى أرضِـهـم مــن نــارِ كــربٍ تـبـصَّرا
وفــيـهـم كــتــابُ اللهِ يــزجــي بــيـانُـه … فــصــيـحَ الـمـعـانـي إذْ أبــــانَ وكــــرَّرا
هـــو الــنـورُ مَــنْ وافــاهُ عــاشَ مـكـرَّما … وأحـــرزَ فـــي الــداريـن فـــوزا مـيـسَّرا
*** … ***
أَيُــــروَى شــقــيٌّ مــــن حــبــورِ تــراثِـه … وبـــاتَ الـعـنـا فـــي نـاظـريه مـنـفِّرا ؟؟
فــمَــنْ لــتــراثٍ يــدفـعُ الــخِـبُّ زهـــوَه … ويـمـسحُ عـنـه الــرَّانَ أو مـاقـد اعـتـرى
حـداثـتُهم ريــبٌ ، وحــربٌ عـلى الـهدى … فـــثـــوبُ تــبـاهـيـهـا تــــــراهُ مـــقـــوَّرا
أتــانــا بــهــا مـــن كـــلِّ حـــدبٍ مـغـفَّـلٌ … خـبـيـثُ الـنَّـوايا ، حـيـثُ حــلَّ مـكـشِّرا
فــــــإنْ ردَّه لـــيـــثٌ تــــــراهُ مــجــنـدلاً … وتـلـمـحَ وجـــهَ الــسُّـوءِ أغــبـرَ أصــفـرا
لــقــد فـلـسـفوا لـلـنـاسِ زيـــفَ تــغـرُّبٍ … ودافـــوهُ سـمًّـا فــي حـواشـيه مـضـمرا
يـبـاهـون بـالآتـي الـجـديدِ ، ولــم يـكـنْ … وقـــــد جــهــلـوا إلا أخـــــسَّ وأقـــــذرا
ومــيـزانُـنـا شـــــرعُ الــعـلـيـمِ بــخـلـقِـه … و واقــعُـنـا هــــذا الــــذي قــــد تـفـطَّـرا
فـــهــلاَّ ســألــتُـم عـــــن جــهـابـذةٍ رأوا … بـمـيـدانِ زيـــفِ الــفـنِّ خــيـرا تــصـدَّرا
فــهـاتـوا لــنـا مـايـصـلحُ الأمـــرَ عـنـهـمُ … لـنـلـقى بـــه دربَ الــخـلاصِ بِـــلا مِـــرا
وهـــل عـنـدكـم عــقـلٌ فــدتْـه عـقـولُهم … بــمــنـوالِـه نـــســـجٌ نـــــراهُ مــشــيَّـرا !!
وهــــل عـنـدهـم روحٌ يـــردُّ أذى الــعِـدا … ويـهـفـو إلــى نـقـعِ الـطـعانِ غـضـنفرا !!
ويــحــيـا نــقــيًّـا بــالــوفـاءِ وبــالـتُّـقـى … ويـبـنـي لــنـا حـصـنـا حـصـيـنا مـجـدَّرا
ويـهـتـكُ ســتـرَ الـمـارقين ، ومــن تُــرى … عــلــيـه أمـــــاراتُ الـــدهــاءِ مــــزوِّرا !!
وهـل عـندهم أغـلى وأحـلى مـن الـهدى … وأسـمـى مــن الـقـرآنِ قــولا وجـوهرا !!
نــحــنُّ إلــــى وجـــهٍ كــوجـهِ جــدودِنـا … عــلـى وجـنـتـيه الــنُّـورُ فـــاضَ مُـنَـشَّرا
وتـــجــمــلُ أســـفـــارَ الــمــآثــرِ كـــفُّـــه … ويـــمـــلأُ دنــيــانــا الـقـشـيـبـةَ عــنــبـرا
ويـسـمـعُـنـا صـــوتًــا صــــداهُ بـمـهـجـةٍ … عـلـى الـزمـنِ الـمـفجوعِ صــاحَ وأخـبرا
فــإنَّــا نــحــبُّ الــخـيـرَ لــلـنـاسِ كـلِّـهـم … ولا عــاشَ مَــنْ لــم يـكرم الـناسَ خـيِّرا
أحــــبُّ الــــورى أبــنــاءُ جـلـدتـنـا لــنــا … عــسـانـا بــهــم نــلـقـى الـــودادَ مــؤثِّـرا
ونــطــوي مــعًــا ذوْبَ الـكـآبـةِ والـجـفـا … ونــحــيـي بـعـيـنـيـنا الـتـسـامـحَ نــيِّــرا
ونـــــدركُ بــالـتـقـوى الــفــلاحَ ، فــإنَّــه … كــفـانـا الـــذي غــنَّـى الـفـسـادَ وثــرثـرا
*** … ***
ســيــأتـي بــأنــفـاسِ الــربــيـعِ نــهـارُنـا … ويـخـضـلُّ فــي وجــهِ الـبـشائرِ مـسـفرا
تــفـحُّ حـوالـيْـه الأفــاعـي ، وكـــم عــدا … عــلـى حـقـلِـه الـفـيـنانِ أفـعـى مـصـفِّرا
وهــاهــي حــامــتْ والـمـلـمَّـاتُ سـمُّـهـا … يــســاقـي لـيـالـيـنـا الـطـويـلـةَ أكــــدرا
وكـــــم لــدغــتْ قــلـبًـا بــقـاتـلِ نــابِـهـا … ومـــــا انــقـلـبـتْ إلا و شُـــــلَّ مــعــفَّـرا
مــــدى شـرعـنـا مــجـدٌ بــهـيٌّ و نـعـمـةٌ … جرتْ من بطونِ الغيبِ في الأرضِ أنهُرا
لــنــا الألــــقُ الــمـمـراحُ فــــي بـسـمـاتِه … يـــرفُّ انــديـاحُ الـخـيـرُ حـيـثُ تـحـدَّرا
ومـــــن أزلٍ أعـــيــا الــطـغـاةَ شــعـاعُـه … فــمــا ردَّه عــــادٍ ، ومــــا كــــانَ أقـــدرا
وأقـــعـــدَ طــاغــوتـا ، ودمَّـــــرَ بــاغــيًـا … وأخــــرسَ قــــوَّالاً ، وأطــفــأ مـحـجـرا
ولــــــم يـــبـــقَ إلا صـــوتُــه ورفــيــفُـه … يـطـمئن مَــن يـرضـى الـشـريعةَ مـبصرا
ومـــا هـــي أحــلامٌ عـلـى جـفـنِ واهــمٍ … لــهــا وجــــدَ الــــرّاَؤون يــومـا مــبـر را
ولــكــنَّـهـا عـــيـــنُ الـحـقـيـقـةِ مــثـلـمـا … نـراها كـنورِ الـشمسِ تـسطعُ فـي الورى
ويـسـمـعُـها الــنَّـائـي نــشـيـدا مــقـدسًـا … يــرنُّ صــداهُ فـي الـسهولِ وفـي الـذرى
ضـــحــوكُ مــحـيَّـاهـا لـــدائــك بــلـسـمٌ … وجــنَّــتُـهـا تــغــنـي الـــتَّــذوُّقَ سُـــكَّــرا
أكــــبَّ عـلـيـهـا الأكــرمــون فــأغـدقـتْ … وكــــلُّ فــقـيـرٍ جــاءَهـا بـــاتَ مــوسـرا
كـسـاهـا الـــذي ســـوَّى وأبـــدعَ صـنـعَه … جــــلالا بــــه كــانــتْ أحــــقَّ وأجــــدرا
ولـــمَّـــا تــــــزل بــالـمـكـرُمـاتِ غــنــيَّـةً … ولـلـخـيـرِ مــازالــتْ بـعـيـشِـك مــحـورا
رويـــــدك لاتـــركــنْ لـــزخــرفِ فــتــنـةٍ … ولا لــســرابٍ لاحَ فــــي الــــدربِ نــيِّـرا
فــلـم تــبـقَ زيــنـاتُ الـمـتـاعِ إلــى غــدٍ … ولــــن تــجـدَ الـهـفـهافَ مـنـهـا مــذخَّـرا
أضــاعـتْ سُـويـعاتٍ ، وغــابَ ومـيـضُها … و ولَّـــــى بـــأهــدابِ الــمـسـرةِ مــدبــرا
كُـوى الـسجنِ لايجدي السجينَ شعاعُها … وخــلــفَ الــكُــوى أُفـــقٌ يـــراهُ مــنـوَّرا
وهـل يجحدُ الفضلَ الوثيرَ أخو الحِجى … وهـل يـغلقُ الـبابَ الـمقدَّسَ مَـنْ يـرى ؟
أفــــاضَ الــنَّـدى ديـــنُ الـنـبـيِّ مـحـمَّـدٍ … وأغـنـى هُــداهُ الـنـاسَ لــم يــكُ مُـنظَرَا
فـطـابَ لـذي الـتقوى ، ولانَ لـذي الـعلى … وأضــحــى بــحـقـلِ الـعـامـلين مـيـسَّـرا
و دولـــتُــه أعـــطــتْ عــدالــةَ حـكـمِـهـا … شـعـوبًا طــوتْ بـالحقِّ كـسرى وقـيصرا
وأرخــــى جـنـاحـيـه الــشَّـديـدُ بـظـلِّـهـا … ولــلــحـقِّ بـــالإذعــانِ جـــــاءَ لــيُــعـذَرا
ومـا هـجمَ الـذئبُ الـجسورُ عـلى الـقرى … ومــــا أبــصــرتْ عــيــنٌ غــرابًـا تـنـسَّـرا
تــآخــت عــلـى الإســـلامِ أنــفُـسُ أُمَّـــةٍ … وألـقـتْ مُــدى الـبغيِ الـذي صـارَ مـنكرا
فـسـبـحانَ مَـــنْ يـهـدي لـرحـمةِ نـهـجِه … بــــلادا و قــومًــا فـاصـطـفـاهم وآثـــرا
فـــمــا لــشـعـوبِ الـمـسـلـمين تــبــدَّدتْ … قُــواهــا وأرداهــــا الــشَّـقـاءُ مــدمِّــرا !!
وأخـــوتْ عـلـى مُــرِّ الـمـصابِ نـفـوسُها … وكــــان لــهــا الـفـتـحُ الـمـبـينُ مـيـسَّـرا
ألـــم تـــكُ فـــي ( بـــدرٍ ) مــؤيَّـدةً لــهـا … مــــن اللهِ إمـــدادٌ أتـــى مـــا تــأخَّـرا ؟!
فـألـقـتْ عــلـى قــعـرِ الـقـليبِ طـغـاتَهم … وهـــــدَّمَ جــنــدُ اللهِ بـالـنـصـرِ خــيـبـرا
وطــــافَ الــهـدى أرضَ الأنـــامِ بــنـورِه … فـلـم يُـبـقِ إظـلامًـا ، ولـم يَـنسَ مـعسرا
فـأيـن الـرجـالُ الـصِّـيدُ فــي أمــةِ أتــتْ … تـعـيدُ ظــلامَ الـكـونِ لـلـناسِ مـقـمرا ؟؟
وإنـــــا وإن جـــــاسَ الـــغــزاةُ ديــارَنــا … وهــاجــوا فــإنــا لــــن نــضـلَّ ونـكـفـرَا
سـتـبقى عـلى الـدينِ الـحنيفِ جـموعُنا … ولا تــرتـضـي نــهـجًـا سـقـيـمًـا مــــزوَّرا
فـلـسـنا مـــن الــنـاسِ الــذيـن تــهـوَّدوا … بـــفــكــرٍ إبــــاحـــيٍّ ولــــــن نــتــنـصَّـرا
لـنـا فــي سـمـاءِ الـفـكرِ أسـمـى مـنـاهجٍ … وفــوقَ الـثـرى أعـلـى الـمـهيمنُ مـشعرا
فــكـم طــلـعَ الـفـجرُ الـوضـيءُ بـوجـهِنا … يــســبِّـحُ خـــــلاَّقَ الــوجــودِ مــكـبِّـرا !!
وكـــم جـــادَ بـسـتانُ الـشـريعةِ بـالـمنى … وأعـطـى فـلـم تـلـقَ الـذي قـد تـضوَّرا !!
بـــكـــلِّ مــيــاديــن الــفــضـائـلِ كـــفُّــه … تـــجــودُ ويـــأتــي بـالـعـطـايـا مــبــكـرا
وظِـــــــلُّ مـــآتــيــه الــرخــيَّــةِ جـــنَّـــةٌ … ومـــا كـــان ظـــلُّ الـخـيـرِ فـيـها مـنـفِّرا
لـقـد مــاتَ فـي كـهفِ الـمآسي دخـانُهم … ونــــورُ الـمـثـاني لـــن يــمـوتَ ويـقـبـرا
تــــلألأَ فــــي صـــدرِ الــزمـانِ حــضـارةً … ســمـا عـصـرُهـا مــجـدا نــديًّـا مـعـطَّـرا
شــهــودُ مـغـانـيـها ، وإن قـــلَّ ذكــرُهـم … نــراهـم عـلـى عــرشِ الـمـفاخرِ حُـضَّـرا