إنني للهِ عَـبدٌ
ولهُ طأطأتُ رأسي
فبها يسمو قريضي
يهتدي ينسابُ حِسِّي
وبها تصفو حياتي
ذِكرُ ربي بات أُنسي
وبها تُشفى صدورٌ
ذِكرهُ لِلهمِّ يُنسِي
وبها يقـوَى سجينٌ
بين جدرانٍ وحبسِ
دُون ذنبٍ كـبّلوهُ
يحتسي المُـرَّ بكأسِ
يرتدي للصبرِ ثَوبًا
للـتُـقَى ذا خيرُ لِبسِ
إنهم نبتٌ كريمٌ
قد نما من طِيبِ غَرسِ
إنهم للهِ جندٌ
لا لجاهٍ .. لا لكرسي
لن يغيبَ النورُ كلاّ
هم شموسٌ دُون لَبسِ
أَودَعوا في القيدِ حُلمي
كَـبّلوا يَومي وأمسي
كَـبّلوا للحُـرِّ صَوتًا
طاردوا جَهرِي وهمسي
أيُّ آمالٍ لقومٍ
أيُّ تَعسٍ أيُّ نَكسِ
أيُّ أخلاقٍ نراها
لا اعتبارَ بأيِّ درسِ
كيف قتلٌ للأماني
ألبسوهُ ثوبَ عُرسِ
يسخرُ التاريخُ منهم
سائلًا أين التأسِّي ؟!!!
إنني للهِ عَبدٌ
فاقبلِ اللهمَّ خَمسي
واهدِنا للحقِ سُـبلاً
نجِّنا من كلِ تعسِ
قد أرادونا قطيعًا
أو دُمىً أو مثل ترسِ
وَحَّـدَ الإسلامُ عِـزًا
أُمّتي من كلِ جنسِ
بين عُـربٍ بين عُجمٍ
بين تُركٍ بين فُـرسِ
كيف بالخُلفِ تنامَى
أين تاريخي وبأسي ؟
كيف سُـورِيَّا دِماءٌ
للأماني مثلُ رَمسِ
غزةُ اليومَ دموعٌ
كيف باعوها ببخسِ
أُحكِـمَ اليومَ حصارٌ
وجدارُ الحقدِ أُرسِي
لا تمسّـوها بسوءٍ
إنها نبضٌ لقدسِ
من شَرَى للهِ عهدًا
غاصَ في وحلٍ ورِجسِ
مَن يخنْ أبشِر بعارٍ
ثوب خزيٍ ثوب بؤس
فلنعد للهِ جَمعًا
حين نصحو حين نُمسِي
حينها نحيا كرامًا
دُون تعذيبٍ ومَسِّ
حينها ليلِي سيخبو
ينجلِي في نورِ شمسِ
يخسأُ الشيطانُ غَيظًا
ينزوِي عرشُ الأخَسِّ
إنني للهِ عبدٌ
وله طأطتُ رأسي
نَـوَّرَ الحقُ فؤادي
سكّنَ الإيمانُ نفسي
فاذكروا اللهَ كثيرًا
ذِكرهُ للهمِّ يُنسِى
لن ينالَ الشرُّ منَّا
ذاك إيماني وحَدسي
لن ينالَ الشرُّ منَّا
ذاكَ إيماني وحَدسي
