عُرفت الخنساء بفصاحة اللسان، وبلاغة الكلام، حتى صار شِعرها مضرباً للحكمة والرصانة الأسلوبية.
هذا ما يؤكده كتاب (بكائيات الرثاء في شعر الخنساء بين مؤشرات المعنى وتقانات المبنى) للناقد د.طه غالب طه، والذي صدر عن دار الشروق للطبع والنشر بالقاهرة، ملقياً الضوء على الجوانب الجمالية في شعر الخنساء.
ويقارب الكتاب أطروحة الشعر الرثائي في العصر الجاهلي، لاستظهار بكائيات الرثاء في شعر الخنساء. وهو يتضمن ثلاثة فصول، يمثل الأول تأطيراً تمهيدياً في الرثاء وبكائيات الخنساء، ويحمل الثاني عنوان (البكاء الرثائي ومؤشرات المعنى)، ويتحدث الثالث عن البكاء الرثائي وتقانات المعنى.
ويُظهر المؤلف الحكمة الإنسانية والمثالية في شعر الخنساء؛ باستقراء الثيمات المضمونية والتقانات الأسلوبية، مستنداً إلى المنهج الوصفي لمقاربة الإطار التمهيدي، والمنهج الاستنباطي لاستنطاق حيثيات النص الشعري، والمنهج الاستقرائي لاستخلاص النتائج الرئيسية؛ بالإضافة إلى النهج الإجرائي.
وقد لُقبت الخنساء بـ أم الشهداء، وهي من أشهر شاعرات العرب، وقد أجمع علماء الشعر أنه لم تكن امرأة أشعر منها، وشعرها كله في رثاء أخويها معاوية وصخر.
وأنشدت الخنساء في سوق عكاظ بين يدي النابغة الذبياني وحسان بن ثابت فقال لها النابغة: “اذهبي فأنتِ أشعر من كل ذات ثديين، ولولا أن هذا الأعمى-يعني الأعشى- أنشدني قبلك لفضّلتك على شعراء هذا الموسم”.
وتفيد الروايات بأنها قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومها من بني سليم، وأعلنت إسلامها وإيمانها بعقيدة التوحيد، وحسنَ إسلامها حتى أصبحت رمزاً متألقاً من رموز البسالة وعزة النفس، وعنوانا للأمومة المسلمة المشرفة.
وتوفيت الخنساء سنة 24 للهجرة في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه.