الأمة| انسحبت الكتلة الصدرية من البرلمان العراقي، لتجد كتلة أحزاب الإطار التنسيقي نفسها بعد “تغريدة” مفاجئة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، باتت صاحبة أكبر كتلة برلمانية. القرار المُثير يمهد للتغيير من شكل المعادلة السياسية في العراق، بعد حالة من الجمود على مدار ثمانية أشهر، لم يتم خلالها التوافق على شكل الحكومة المقبلة، التي كان يأمل الصدر في أن تكون حكومة إصلاحية.
يقول الدكتور إحسان الشمري، رئيس مركز التفكير السياسي في العراق، إن سبب قرار زعيم كتلة التيار الصدري، انسحاب نوابه الـ 73 من العملية السياسية، هو أن مقتدى الصدر لم يتمكن من تحقيق رغبته التي تعارضها أحزاب “الإطار التنسيقي”، كما أنه يريد الابتعاد عن أي ضغوطات دولية، ويخشى من أن يؤدي غضب الشارع العراقي إلى إسقاط الحكومة المقبلة.
الصدر يطلب الغفران السياسي
الدكتور إحسان الشمري أستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد، قال لـ “جريدة الأمة” إن الصدر لم يستطع تحقيق رؤيته بتشكيل حكومة أغلبية وطنية، كما أنه من وراء هذه الاستقالة أراد الحصول على الغفران السياسي من المشاركة في هذه العملية السياسية التي بات مغضوبًا عليها من الشعب العراقي.
الشمري، قال إن زعيم التيار الصدري أراد أن لا يخضع لضغوطات خصومه حلفاء إيران، في إشارة إلى أحزاب الإطار التنسيقي التي استولت على 40 من مقاعد الكتلة الصدرية، وبالتالي قرر أن يعود إلى التوافقية، وذكر أنه حتى لو استطاع مقتدى الصدر مع حلفائه السنة والأكراد، أن يشكلوا حكومة أغلبية وطنية، كان سيتم عرقلتهم وبالتالي إسقاط مشروع حكومة الأغلبية الوطنية.
العراق يتهيأ لتظاهرات
وقال الدكتور إحسان الشمري، المستشار السابق في مكتب رئيس الوزراء للشؤون السياسية، إن مقتدى الصدر يدرك أن الشعب غاضب ويتهيأ لتظاهرات، ومن ثم لا مصلحة من الاستمرار في برلمان يمكن أن يسقطه الشارع العراقي، لذلك فضل زعيم التيار الصدري الانسحاب على البقاء.
الدكتور الشمري أكد في تصريحاته لـ “جريدة الأمة” أن انسحاب الكتلة الصدرية غير المعادلة السياسية داخل البرلمان العراقي، لكن ذهاب مقتدى الصدر إلى المعارضة الشعبية، سيعطيه قوة أكبر، خصوصا وأن الشارع يتهيأ لتظاهرات قد لا تدفع باتجاه حل البرلمان بقدر الذهاب إلى مرحلة انتقالية، وبالتالي تأسيس عهد سياسي جديد.
لفت الأكاديمي والباحث السياسي الدكتور إحسان الشمري إلى أن مقتدى الصدر سيستخدم أنصاره في الشارع الذين لن يسمحوا بأن يروه معزولا ومكسورًا بشكل كامل، لذلك فضل أن يذهب إلى سيناريوهات أخرى قد تتيح له مساحة قوة سياسية أكبر.