قال تعالى :
﴿َّ فَإِن عَلِمتُموهُنَّ مُؤمِناتٍ فَلا تَرجِعوهُنَّ إِلَى الكُفّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُم وَلا هُم يَحِلّونَ لَهُنَّ ﴾[الممتحنة: ١٠]
لعل المتأمل هنا أسلوب القرآن يلحظ في قوله (لا هن حل لهم) أنه استخدم لفظة (حل) التي يقول عنها النحويون: إنها(صفة مشبهة) دالة على الثبوت والدوام (بشرط) ؛ ليقول لك القرآن : إن المسلمة محرمة على الكافر أبدا، لا يتغير هذا الحكم ما دام كافرا ؛ فهو لبيان زوال النكاح كما يقول ابن عجيبة في تفسيره ( البحر المديد)؛ لأنه لا رابطة إلا رابطة الدين، ولا ارتباط إلا بين الذين يرتبطون بالله، فالزوجية امتزاج واندماج واستقرار، ولا يمكن أن تقوم علاقة اندماج كامل بين قلب ممتلئ بالإيمان (المسلمة)، وقلب خاو منه (الكافر) ؛ فالزواج أنس ومودة ورحمة …
لكنا نلحظ أن القرآن عندما تكلم عن الكافر استخدم الفعل المضارع ( يحلون) في قوله (ولا هم يحلون لهن) ، والمضارع يدل على التجدد، واستخدام القرآن للفعل المضارع يحمل رسالة، وهي أن هذا الكافر قد يجدد فهمه، فيغير دينه، متخذا من الإسلام دينا له، هذا التجدد الذي طرأ على حالته يجعله مؤهلا للزواج بالمسلمة …
فالاسم (حل) ثابت في حالة ثبات الكافر على كفره …
والفعل (يحل) يتغير ويتجدد …
يقول المفسرون : ” ولا هم يحلون : لبيان امتناع نكاح جديد ما دام مشركا ، فإن أسلم كان أولى بها “
نسأل الله أن يهدينا سبلنا وأن يبصرنا بالحق والخير .
د. أحمد درويش