«الحكم الشرعي والاستدلال الشرعي»
فيِ هذينِ اليومينِ كثُر الاستدلال بآيات القرآن الكريم، وبأحاديثِ الرسول ﷺ دونَ مراعاةٍ لبعضِ الضوابطِ والقواعدِ التي يخضعُ لها الاستدلال الشرعي،
وهو ما أوقع البعضَ في استنتاج أحكامٍ ومخرجاتٍ ونتائجَ خاطئةٍ وغير سليمةٍ.
من هذه القواعد والضوابط التي تم إهمالها:
أ- إهمال السياق الجزئي للنص الشرعي (الآي/الأحاديث).
ويشمل هذا:
1- إهمال النظرِ في السياقِ السابقِ للآيةِ أو للحديث.
2- إهمال النظرِ في السياقِ اللاحقِ للآية أو للحديث.
ب- إهمال النظر في السياق الكلي للنص الشرعي.
ويشمل هذا:
1- إهمال النظر في السياق الكلي الداخلي:
وذلك يتضمن:
1-1- إهمال النظر في الآي المتشابهة ذات الموضوع الواحد، وجمعها وحصرها، والنظر في علاقاتها
(العموم والخصوص، الإطلاق والتقييد، والاستثناء المتصل والمنفصل، والإجمال والتفصيل، والناسخ والمنسوخ…. الخ).
ومن هنا يخطئ من يستشهد بالآية الواحدة في الموضوع دون أن يرجع إلى أمثالها ونظائرها.
1-2- إهمال النظر في الأحاديثِ المتشابهة ذات الموضوع الواحد، وجمعها وحصرها، والنظر في علاقاتها (كالعلاقات المذكورة أعلاه)،
ومن هنا يخطئ كذلك من يستشهد بالحديث الواحد في الموضوع دون أن يرجع إلى نظائره وأمثالهِ.
2- إهمال النظرِ في السياق الكلي الخارجي:
ويشمل هذا:
– النظر في الآيِ والأحاديثِ المترابطةِ، باعتبارها تشكلُ نظاما كليا واحداً وسياقاً واحدا متحداً، فهي بمجموعها تمثلُ منظومة الوحي.
وعلى هذا، فإن:
من يستنتج من الآية الواحدة، أو الحديث الواحد، دون أن ينظر في سياقهما الجزئي،
أو في سياقهما الكلي بنوعيه الداخلي والخارجي،
فلا جرم أنه سيستنتج حكما شرعيا مشوهاً محرفاً مخالفاً لمقاصد الوحي ومراميهِ.
والله أعلمُ وأحكمُ.
- أنس القرباص يكتب: في الاستدلال الشرعي - السبت _14 _مايو _2022AH 14-5-2022AD