- أمين رحماني يكتب: حقائق أبعاد النظام العالمي الجديد - الأربعاء _2 _ديسمبر _2020AH 2-12-2020AD
- أمين رحماني يكتب: الحقيقة التي غيبوها عنكم - الثلاثاء _24 _نوفمبر _2020AH 24-11-2020AD
- أمين رحماني يكتب: لماذا اصطدموا؟ - الخميس _16 _يوليو _2020AH 16-7-2020AD
إن ما يحدث في الداخل له علاقة بالخارج وعدم ربط هذا بذاك سيؤدي بك إلى قراءة خاطئة.
ما حدث لنا في 1988 لم يكن سببه الداخل بقدر ما هو امتداد لسقوط الكتلة السوفيتية الذي أعطى القوة للعمالة في الداخل بدعم غربي خارجي كي تتحرك،
كما أن هذا السقوط أثر سلبا على الكل الدول الاشتراكية حتى أدى إلى زوال حركة عدم الانحياز، وانتقل الصراع من شرق غرب إلى شمال جنوب.
قيادة العالم مبنية على سلم مدرج، حتى كل دول العالم مرتبة بين ثلاثة درجات،
في أعلى الهرم تكون هناك أقطاب بعدها حلفاء وأخر ترتيب هو دول العالم الثالث.
نعم فهمت أكمل.
الدول الاشتراكية كانت قوية في فترة الإتحاد السوفيتي، كانت تلقى الدعم من هذه الكتلة، لكن بعد سقوط هذه الكتلة،
تدرج العالم سلم آخر أو بما يسمى قانون صارم يطبقه النظام العالمي الجائر بقيادة الغرب لذلك اسمع جيدا:
حين أصبح العالم بزعامة الغرب، لن تستطيع أي دولة أن تطور نفسها وتخرج من مستنقع الظلام خارج إيديولوجية الرأسمالية،
قانون صارم، روندا، إثيوبيا، الهند، جنوب إفريقيا، دول شرق أوروبا وغيرها استطاعت التقدم فقط حين تبنت من الرأسمالية نموذجا لها وجعلت من الغرب حليف لها،
أي بمفهوم آخر أن الجزائر بعد التسعينات إلى غاية السنوات السابقة لن يسمح لها الغرب بالتقدم خارج الرأسمالية..
وحتى إن رجحت الكفة في سنوات ماضية لصالح الغرب لن تسمح لها فرنسا بأن تتجاوز عتبة معينة لتبقى دوما تحت جناح السيطرة.
لكن اليوم معالم العالم تتغير وسقوط الغرب أو إن صح القول تراجع كتلة الغرب وعودة كتلة الشرق من جديد..
سيعطي فرصة للعديد من الدول الاشتراكية التي كانت تكافح من أجل البروز لتحقيق مبتغاها مع احتفاظها بتوجهها الإيديولوجي الاشتراكي بعيدا عن الغرب وفلسفته.
نعم فهمت تعمق أكثر.
حين ذكر قائد الأركان رحمه الله في كلمة له أن هناك قوى عظمى تسعى إلى تغيير خريطة العالم، هو يعلم جيدا ما يقول،
كما أنه ليس بشخص سياسي حتى نقول أن ذلك كان استشراف له بل هو عسكري قيادي وكلمته كانت مبنية على معطيات ومعلومات مؤكدة،
فهل تذكر تلك المناورات التي كانت في البحر المتوسط بمشاركة سفن حربية للكتلة الشيوعية على مقربة من الحدود البحرية الفرنسية؟
نعم أذكر ذلك.
هل تذكر التحركات الخارجية للعمامرة في تلك الفترة؟
السفير الصيني يتظاهر ضد تدخل البرلمان الأوروبي، ذلك التصريح الذي طرح أن قضية الجزائر قضية داخلية بامتياز،
هل تذكر كل هذا؟ زيارات فلاديمير المتتالية لفرنسا في تلك الفترة، الدعم الصيني المتتالي للجزائر أثناء الوباء،
كل هذا ليس من عدم، وله قراءة واحدة هو إن راهنت الجزائر على حلفائها القدامى فحتى قوى الشرق راهنت على الجزائر كحليف قوي في المنطقة ، و طرف في المعادلة العالمية يجب أن يكون لنجاح الخطة.
بعد الجزائر انتخابات تونس التي كانت لسنوات تعاني من تداعيات المجلس التأسيسي وصراعات داخلية،
ثم ليبيا المنهارة منذ 2011 وكذلك التوتر في مالي منذ التدخل الفرنسي سنة 2011 والصحراء الغربية منذ 1991،
هذه ليست صدفة وكلها في وقت واحد، هذه ملفات تم دراستها سابقا منذ سنوات،
لذلك إن الذي يحدث اليوم تم برمجته والتخطيط له في مطلع 2000م والدلالة على ذلك بداية تطوير القوة العسكرية الجزائرية،
حتى أن الذي حدث في الجزائر سنة 2015 كان مبرمج ومدبر له منذ سنوات عديدة،
دعم الجزائر للجيش الصحراوي، كذلك إعلانه الحرب مباشرة ما هو إلا ملف تم تجهيزه منذ مدة،
كما أن القضايا الداخلية هنا في بلدنا كانت ستتجه نحو الإصلاح بدون حراك أو خروج الشعب أو غير ذلك،
بل الحراك ما هو إلا لعبة الخصوم وردة فعل عن كمية الضرب والهدم و التفكيك الحاصلة يومها.
إن الذي ربط لك المتغيرات الحاصلة داخليا وعالميا بشخصية قائد الأركان وقال لك قد غاب وغاب مشروعه فقد أخطأ كليا،
اللعبة في العالم و الدول كلها لا يديرها الرؤساء أو أشخاص،
بل المخابرات لأنها الطرف الذي يجلب المعلومة والطرف الذي يلعب في الميدان،
وهذا كما ذكر قائد الأركان رحمه حين قال إن الدول قوية بجيوشها، إفريقيا لن تكون مثل السابق، وإفريقيا لن تكون الصحن الذي أكل منه الجميع،
ستكون عالم ٱخر ونحن بوابتها الكبرى غير ذلك لن يستطيع أحد أن ينفذ لها من مسلك آخر.