- أشرف عبد المنعم يكتب: محطم النصرانية! - الثلاثاء _12 _يناير _2021AH 12-1-2021AD
- أشرف عبد المنعم يكتب: حِوار مَعَ مُنَصِّر مُرتَد! - الأربعاء _9 _ديسمبر _2020AH 9-12-2020AD
- أشرف عبد المنعم يكتب: مَاكِرونَهم وماكِرونا! - الأثنين _23 _نوفمبر _2020AH 23-11-2020AD
سؤال آخر عن الحكمة!.. سألني د.نيلسون وقال إنه يُؤمن بمَذْهَب العبثية، وقد قرأ لفلاسفة عظام واقتنع بأدلتهم القوية، ومنها وجود أشياء كثيرة في الكون دون هدف أو غاية! وكذلك ما تُخبرنا به الأديان من كائنات مثل الشيطان لا يُمكن التأكد من وجوده عمليا، فلا نسمعه ولا نراه ولا نشعر به! فماذا تقول في هذا؟!
قلت بصراحة إن الإجابة على هذه الأسئلة في الحقيبة التي رأيتها في مكتبك وبها الأدوات التي تستخدمها في إجراء العمليات الجراحية!! قال كيـف؟
قلت، إنك تقوم بتنظيفها وتعقيمها قبل إجراء العملية الجراحية! وإذا سألتك لقلت لتطهيرها من الجراثيم والتي من الممكن أن تُفْشِل العملية ويموت المريض!! وبالتأكيد إن الأغلبية الساحقـة من البشـر، لم تر تلك الجراثيم! ولم تشعر بها وهي تدخل الجسم وكذلك وهي تتكاثر وتهاجم خلايا الجسد! ولكننا نؤمن بوجود مثل هذه الكائنات الدقيقة التي لا تُرى بالعين المجردة، لأن مصدر هذه المعلومات هم العلماء وأهل الاختصاص! وكذلك نحن نؤمن بوجود الجن والملائكة ولا نراهم ولا نسمعهم ولكن نؤمن بهم لأن الذي أخبرنا عنهم هو الخالق عز وجل في كتابه الحكيم وعلى لسان رسوله الكريم وكل الأنبياء قد أخبروا أممهم بذلك، وعليه فَمَنْ يريد إثبات العكس عليه أن يثبت وجود ولو خطأ واحد في كتاب الله، كما قـال تعالى {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}!!
والأدوات التي تستخدمها إذا عرضناها على كل الناس، فلن يعرف قيمتها وحقيقتها وأهميتها إلا أهل العلـم فقط، أما باقي البشر فبالنسبة لهم لا تعني شيئا، لذا عندما يقوم العلماء بشرح فائدة وأهمية هذه الأدوات للناس، فالعقلاء سيصدقون العلماء وان لم يصل علمهم إلى علم العلماء ولكن يكفيهم أن يعرفوا أنها أدوات نافعـة، ثم سيتم مهاجمة العلماء من قبل الدجاليـن والمشعوذيـن! لأن مصلحتهم أن يبقى الناس جهلاء، وينفقون أموالهم عند الدجالين بدلا من التداوي عند أهل العلم والاختصاص، لذا سيحارب هؤلاء الدجالون وأتباعهم العلم وأهله والحق وأهله، فستسمع من أتباع الدجاليـن، أن هذه الأدوات لم يصنعهـا أحد، بل وُجِدَتْ بفعل الطبيعـة من ريـاح وأمطار وعوامل التعريـة!! وسيقول آخر أن هذه الأدوات لا هدف منها ولا منفعة وأنَّ مَـنْ صنعها كان يعبث ويلعب وليس له هدف من صُنعها ولا فائدة!! وسيقول آخر أنه حاول أن يُشَكِّل منها شَكلا هندسيـا ولكنه فشل لأنها أشيـاء لا رابط بينها، وسيقول آخر أن هذه الأدوات منها المقوس ومنها الحاد والمدبب ويبدو أنها عيوب من الصانع!! وسيقول آخر أنه حاول استخدامها في أعمال سباكة في منزله ولكنها لم تنفع وعليه فلا فائدة منها!! وسيقول آخر أنه حاول استخدامها لإصلاح سيارته وتغيير إطارات السيارة ولكنها لم تسعفه، لذا فلا فائدة منها!!
بالطبع سترفض أنت وأهل العلم آراء الجهلاء لأنك تعلم فائدة كل أداة بشكل دقيق!
وكذلك يقول العلماء أن الشمس لو كانت أقرب أو أبعد مما هي عليه الآن لاستحالت الحياة على كوكب الأرض! ونجد هذا في قوله تعالى {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}!
ولكل شيء وظيفة معينة ونجد ذلك في قوله تعالى {رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ}، وبالنسبة للعبثيـة فمن المدهش أن تقرأ في كتاب الله قولـه تعالـى {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ}! وبالنسبة لفلاسفة العبثية، فكلامهم غير منطقي ويدل على الجهل والغرور، فمن ناحية المنطق، فليس كل ما لا أعرف له وظيفة أو فائدة أنه لا أهمية له! ومن الغرور والكبر أن يعتقدون أن ما يجهلون فائدته وأهميته ووظيفته ليس له أهمية! ولو تواضعوا وسألوا لتعلموا وعلموا قوله تعالى {فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}.
وقبل انتهاء اللقاء كتبت له عناوين مواقع إسلامية، للقراءة وإرسال أسئلته لهم لأنني رجل من عوام المسلمين، وأفضل أن يجيب على أسئلته أهل العلم والاختصاص.
والحمد لله رب العالمين ونصلي ونسلـم على المبعوث رحمـة للعالميـن.
ودُمـتـم.