6- وقفة مع كلام المسيح الصَّريح الذي لا لَبْسَ فِيه!
من المعلوم أن في كل لغة كلام صريح بسيط لا يمكن إساءة فهمه، كمن يقول أنا مسلم وأنا متزوج وأنا مهندس مثلا،
وهناك في كل لغة تعبيرات لا يمكن فهمها حرفيا، وهذه التعبيرات هي الغالبة في الاستعمال،
مثلا في اللغة العربية نقول أن فلانا طويل اللسان ونعني بذئ وسليط وفلانة كالقمر أو الملاك ونقصد الجمال والأخلاق السامية والأدب وهكذا،
وإذا ترجمنا هذه التعبيرات للغة الإنجليزية ترجمة حرفية،
فلن يفهم أحدُ منهم شيئا وكذلك في اللغة الإنجليزية يقولون every Tom، Dick، and Harry
والمقصود هو كل شخص أو كل مَنْ هَبَّ و دَبَّ! ولو ترجمنا ترجمة حرفية فلن يفهم أحدُ شيئا لأنها مُجرد أسماء!
عيسى تكلم اللغة الآرامية
ومن المعلوم أن سيدنا عيسى قد تكلم اللغة الآرامية،
وعليه فوحي الله له كان بلغته ولكن كل ما بأيدي النصارى الآن هو ترجمات وليس عندهم الأصول بإعتراف علماء الكتاب المقدس!
والعهد الجديد قد كُتِبَ باللغة اليونانية!!
وليس هناك أصول لنعرف هل الترجمة كانت صحيحة أم فاسدة؟
ولا يمكن لعاقل أن يتعامل مع الترجمة وكأنها النص الأصلي أبدا،
وكل ما بأيدي النصارى عبارة عن ترجمة مِن ترجمة من ترجمة،
فلو تخيلنا أن أحدَهم كتب مقالا باللغة العربية وتَمَّ تَرجمته إلى الإنجليزية
ثم ترجمة الترجمة الإنجليزية إلى اللغة الإسبانية ثم ترجمة الترجمة الإسبانية إلى اللغة الألمانية
وترجمة الترجمة الألمانية إلى اللغة العربية فلن نحصل على المقال الأصلي أبدا،
ذلك لأن الترجمة تعتمد على معرفة المترجم باللغتين وكذلك إختياره للكلمات والمترادفات ترجع له وحده!
إضافة إلى إجادة اللغتين ينبغي ألا يكون هناك تدليس من المترجم وحشر ما يريد هو وحذف ما يريد!
الطريف هو أن كل نصراني يقرأ كتابه المترجم ويعتقد اعتقادا جازما أن المسيح عليه السلام قد تكلم بِلُغة النصراني!!
فالمسيحي الأمريكي يتكلم وكأن المسيح تكلم الإنجليزية! والمسيحي المصري يتكلم وكأن المسيح قد تكلم اللغة العربية.. وهكذا!
لذا كان لابد من توضيح الأمر، ووضعه في الإعتبار دائما عند الحديث مع النصارى!
وبالنظر إلى إدعاءات الكنائس والتي تتهم المسيح بالتجديف والكفر وإدعاءه الألوهية، سنجدها كلها بلا إستثناء،
تعتمد على تعبيرات وليس كلاما صريحا وسأبين ذلك عند مناقشة إدعاءات النصارى ضد السيد المسيح،
والآن أعرض أمثلة على الكلام الصَّريح للمسيح عليه السلام:
فمثلا عندما يتكلم عن نفسه وعن الله يقول:
1- في يوحنا 40.8 «ولكنكم الان تطلبون ان تقتلوني، وانا انسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله.
هذا لم يعمله ابراهيم» أنا إنسان ولست إلها ويسمع من الله ولست الله. فتأمل!
2- في يوحنا 30.5 «أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا. كما اسمع ادين، ودينونتي عادلة، لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الأب الذي أرسلني.»!! أي رسول من عند الله!
3- في مرقس 27.10 «فنظر إليهم يسوع وقال:
«عند الناس غير مستطاع ولكن ليس عند الله لان كل شيء مستطاع عند الله».
نفي عن نفسه القدرة لفعل أي شيء ونسب القدرة لله تعالى، فكيف يفهم النصارى من ذلك أنه الله تعالى؟
4-في مرقس 32.13 «وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الأب»!!!
وبعد أن نفى عن نفسه القدرة هنا ينفي معرفته بيوم القيامة ويؤكد أن الذي يعلمها هو الله وحده فقط!
5-في متى 24.15 «فأجاب: «لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة» أي رسول الله لبني إسرائيل فقط..
6- في يوحنا 37.5 «والأب نفسه الذي أرسلني يشهد لي. لم تسمعوا صوته قط، ولا أبصرتم هيئته»!!
اعتراف بأنه رسول الله وأنه ليس الله! فالناس تتكلم معه وتراه وتسمعه فأين عقولكم؟
الله سبحانه هو الإله الحقيقي
7- في يوحنا 3.17 «والحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحق وحدك ويعرفوا الذي أرسلته يسوع المسيح.
إني قد مجدتك في الأرض فأتممت العمل الذي وكلت إلي أن أعمله»!
الله سبحانه هو الإله الحقيقي قالها صريحة وما بعد الحق إلا الضلال والباطل فلا ابن ولا روح قدس بل الله فقط! والله أوكل إليه عمل يعمله فتأمل!
8- في متى 25.11 «في ذلك الوقت قال يسوع: «أحمدك أيها الأب رب السماء والأرض …»
التوجه بالحمد والشكر لله رب السموات والأرض فلمن يتوجه النصارى بالحمد والشكر؟!
9- في يوحنا 17.20
«ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: أني أصعد إلى أبي وأبيكم والهي وإلهكم»!
عندما يتكلم عن أتباعه يقول إخوتي وليس عبادي فتأمل!
ويتكلم عن الله بأبي كما هو أبيكم وإلهي كما هو إلهكم، كلام عبد طائع ورسول كريم ليس فيه شبهة فتأمل!
10- وحتى لا يظن أحد أن المسيح قال كلاما يساوي بينه وبين الله كما في يوحنا 28.14
«لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لأني قلت امضي إلى الأب، لان أبي أعظم مني..»!!
11- في لوقا 12.6 «وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ للهِ.»!
نحن نصلي لله تعالى والمسيح يُصلي لله تعالى، فإلى مَنْ يصلي النصارى؟!!
حوار رائع بين شاب يسأل والمسيح
12- وأخيرا نقرأ هذا الحوار الرائع بين شاب يسأل والمسيح يرد كما في متى 17.19 «16 وإذا واحد تقدم وقال له: «أيها المعلم الصالح أي صلاح اعمل لتكون لي الحياة الأبدية؟» 17
فقال له: «لماذا تدعوني صالحا؟ ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله. ولكن أن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا»!!
كما نرى قبل أن يرد المسيحُ على السؤال، وَجَّهَ السائل لمعرفة أن الكمال والصلاح لله تعالى وحده فقط!
ودخول الملكوت أو الجنة يكون بحفظ الوصايا والتي أولها أن الله واحد!
ولم يذكر المسيح شيئا عن الثالوث ولا الموت صلبا تكفيرا عن الذنوب أو الخطيئة الأصلية أو غيرها من التَُرَّهات التي تقولها الكنائس لأتباعها.
فهل هناك عاقل بعد هذه الأمثلة، يقول أن المسيح عليه السلام ادعى الإلوهية؟!
يُتبع إن شاء الله.
ودمتم.
- أشرف عبد المنعم يكتب: تفنيد ألوهِية السيد المَسيح! (11) - الجمعة _3 _فبراير _2023AH 3-2-2023AD
- أشرف عبد المنعم يكتب: تفنيد ألوهِية السيد المَسيح! (10) - الأثنين _30 _يناير _2023AH 30-1-2023AD
- أشرف عبد المنعم يكتب: تفنيد ألوهِية السيد المَسيح! (9) - الجمعة _27 _يناير _2023AH 27-1-2023AD