- رسائل لأهل السنة (1) - الأثنين _15 _فبراير _2021AH 15-2-2021AD
- أسامة شحادة يكتب: حماس وإيران والشيعة مرة أخرى!!! - الخميس _11 _فبراير _2021AH 11-2-2021AD
- دوما العلم نقطة انطلاقنا نحو الفلاح - السبت _30 _يناير _2021AH 30-1-2021AD
كثرت مؤخراً الانتقادات لموقف جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس من إيران، وذلك بعد تكشف الدور الذي تقوم به إيران وأذرعها المختلفة بخاصة حزب الله وفيلق بدر وجيش المهدي.
هذا الدور الذي ينطلق من رؤية مركبة شيعية– فارسية، حيث أن الفكر الشيعي المعاصر تأسس على يد الدولة الصفوية التي أججت النزعة الفارسية وأعطتها بعداً دينيا، كما هو ظاهر في روايات المجلسي في كتابه بحار الأنوار.
وهذه التركيبة الشيعية– الفارسية هي المسيطرة لليوم على إيران، وهي تبرز بوضوح في نصوص الدستور الإيراني، حيث المادة 12 من الدستور تنص: «الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الإثنى عشري وهذه المادة تبقى للابد غير قابلة للتغيير»! وتكرر في الدستور الإيراني هذا البعد الشيعي في مواد أخرى متعلقة مثلا بمجلس الشورى أو الجيش وقسم الرئيس: «لا يحق لمجلس الشورى الإسلامي أن يسن القوانين المغايرة لأصول وأحكام المذهب الرسمي للدولة» مادة 72، وتكررت في المادة 85: «يجب أن يكون جيش جمهورية إيران الإسلامية جيشا إسلاميا، وذلك بان يكو ن جيشا عقائديا وأن يضم أفراد لائقين مؤمنين بأهداف الثورة الإسلامية» مادة 144، «إنني باعتباري رئيسا للجمهورية اقسم بالله القادر المتعال في حضرة القران الكريم أمام الشعب الإيراني أن أكون حاميا للمذهب الرسمي» مادة 121. وهذا بخلاف جميع الدول الإسلامية على تنوع مذاهبها التي تنص على الإسلام فقط دون ذكر مذهب معين!
أما النزعة الفارسية فتظهر في نصوص مثل: «اللغة والكتابة الرسمية والمشتركة هي الفارسية»! مادة 15، «بداية التاريخ الرسمي للبلاد هجرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويعتبر التاريخان الهجري الشمسي والهجري القمري كلاهما رسميين» مادة 17، فلماذا المخالفة لكل البلاد الإسلامية في التاريخ الهجري الشمسي! هل ليوافق التاريخ الفارسي القديم؟!
وضوح هذا البعد الشيعي– الفارسي للجميع بما فيهم أفراد جماعة الإخوان وحركة حماس، دعا للتساؤل عن صحة الموقف الإخواني– الحماسي من إيران، والذي تبلور في رسالة حزب جبهة العمل الإسلامي لفروعه حول الموقف من إيران وتلته زيارات من قيادة الجماعة للشعب لمناقشة الموضوع، هذا الموقف الذي يمكن تلخيصه بـ: المساندة لإيران هي مساندة سياسية في وجه الإمبريالية والصهيونية، مع استنكار الجرائم التي يرتكبها أعوان إيران في العراق، ورفض مواقف إيران في العراق وأفغانستان.
وموقف الإخوان وحماس ينطلق من موقف سياسي يريد فك الحصار عن حماس ودعم صمود الشعب الفلسطيني وتقوية جبهة المقاومة بوجه المشروع الصهيوني في المنطقة.
وبغض النظر عن صحة هذا الموقف من عدمه، لم نجد أحداً سأل لماذا تحرص إيران على هذه العلاقة، وهي تعلم -كما يقول الإخوان وحماس- أن الإخوان وحماس لا يرحبون بمواقفها العقدية ويعارضون نشاط إيران في نشر التشيع، فما هي المكاسب السياسية التي تحصل عليها إيران من هذه العلاقة؟
هل يمكن لجماعة الإخوان وحماس أن يجيبونا، بخاصة أن ثقافة «البازار الإيراني» التي تقبل المفاوضة التجارية على كل شيء تسيطر على مواقف إيران، كما حصل في أفغانستان ويحدث الآن في العراق؟
أما حكاية دعم صمود الشعب الفلسطيني، فهذه لا يمكن فهمها بأي طريقة كانت وهي تمارس إبادة الفلسطينيين في بغداد عبر وكلائها، دون أن يستنكر ذلك أحد قياداتهم السياسية أو الشرعية ولو ذراً للرماد في العيون، هذه الإبادة التي لا تجد من يوقفها ويرفعها عن الفلسطينيين في بغداد، وقد صدر حديثاً كتاب «فلسطينيو العراق بين الشتات والموت» يكشف تفاصيل هذه الجرائم، فما هذا الدعم لصمود الشعب الفلسطيني!
وهذا القتل من أعوان إيران للشتات الفلسطيني والسكوت الإيراني عليه موقف ثابت لهم، وقد دون ذلك الأستاذ فهمي هويدي في كتابه «إيران من الداخل» حول موقف الخميني من مجازر «أمل» في المخيمات الفلسطينية بلبنان عام 1985م، فقال: في يونيو 85 وقتال «أمل» للفلسطينيين في بيروت كان قد بلغ ذروته وبينما تكلم مختلف رموز النظام منتظري ورفسنجاني وخامنئي، فإن الإمام التزم الصمت.
وقيل وقتئذ أنه معتكف في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان. ولما انتهى الصيام خرج الإمام من اعتكافه وألقى خطاباً في «حسينية جمران» بعد صلاة العيد.
وفيما توقع الكثيرون أن يعلن موقفاً تجاه ما يجري في لبنان، فإن الإمام لم يشر إلى الموضوع من قريب أو بعيد، وكان جل تركيزه في الخطاب على دلالة المظاهرات المؤيدة للحرب مع العراق، التي خرجت يوم القدس (آخر جمعة من رمضان). كنت أحد الذين استمعوا إلى خطبة الإمام في صبيحة ذلك اليوم (20 يونيو) ولم أستطع أن أخفي دهشتي من تجاهله لما يجري في لبنان، ليس فقط لأن الفلسطينيين هم ضحيته ولكن لأن الجاني منسوب إلى الشيعة. ونقلت انطباعاتي إلى صديق خبير بالسياسة الإيرانية، فكان رده أن الإمام له حساباته وتوازناته!
أما تصريحات رموز النظام، فقال عنها هويدي: كان خامنئي يعبر بصدق عن موقف الحكومة والأجهزة الرسمية، التي لزمت الصمت طوال خمسة أيام بعد بدء الإعتداء على المخيمات الفلسطينية، ثم بدأت تتحدث عن «وقف القتال» وتجنب استمرار نزيف الدم، وهو موقف بدا خاضعاً «للحسابات» أكثر منه ملتزماً بالمبادئ. إذ كان واضحاً الدور السوري في دعم أمل فضلاً عن أن تلك الأجهزة وضعت في اعتبارها أن «أمل» هي في النهاية منظمة شيعية.
فهل يعيد التاريخ نفسه أم أنها حقيقة الموقف، ولكن من يتعلم؟
وبقي علينا أن نعرف موقف جماعة الإخوان وحركة حماس من ما يجري على الأرض في غزة بالتحديد من نشر للتشيع بشكل مكثف، فقد أقدمت صحيفة الاستقلال بتاريخ 11/ 1/2007م، بنشر مقال خطير فيه لمز وتعريض بالصحابي الجليل أبي سفيان، وما تقوم بنشره صحيفة «الاستقلال» -التابعة لحركة الجهاد الإسلامي- من مقالات تطعن بالصحابة؟ وما تبثه إذاعة صوت القدس التابعة للجهاد من أفكار تشجع على التشيع؟
وأيضاً ماذا عن الجرحى الذين يتم إرسالهم للعلاج في إيران! ويتم الضغط عليهم للتشيع؟
وقد أسست بعض الجمعيات التي تباشر التبشير الشيعي، ولهذه الجمعيات أنشطة بين طلبة الجامعات وتقوم بترتيب دورات في داخل البيوت للترويج للفكر الشيعي.
أما في محافظة بيت لحم فتم إنشاء اتحاد الشباب الإسلامي وبعض المؤسسات التي تنشر التشيع.
وهذه النشاطات الشيعية في الأوساط الفلسطينية ليس طارئة، بل هي قديمة وهذا ما صرح به الدكتور صالح الرقب، القيادي البارز في حركة حماس، والذي ألف كتابه «الوشيعة في كشف شنائع وضلالات الشيعة» سنة 2003م، وذكر سبب تأليف للكتاب هو «ما لوحظ من زيادة نشاط الدعوة للشيعة الإثني عشرية في الآونة الأخيرة على مستوى قطاع غزة خاصة»، وقال الرقب: ومما يؤسف له أنه تولى طباعة الصحيفة السجادية وتوزيعها في قطاع غزة بعض الجهلة المغرر بهم، وأطلقوا عليها «الطبعة الفلسطينية» وكتب أحدهم مقدمة لها غالى في مدحها وتعظيمها.
فهل كان هذا هو ما تريده إيران من العلاقة بالإخوان وحماس! إشغالهم بالتحالف السياسي وتمرير مخططات شيعية عبر حركة الجهاد وغيرها؟ سؤال حائر ينتظر الإجابة!