
بعد إعلان “ترامب” للقدس عاصمة للكيان الصهيوني (إسرائيل) تصدّر لساعات في أنحاء العالم وسم أو “هاشتاج” (#القدس_عاصمه_فلسطين_الابديه)، ولا يهمني كثيرًا الأخطاء الإملائية في كتابة الوسم، ولا كونه متصدرًا بأحد أكبر منصات التواصل في دنيا الناس (تويتر)، وأؤمن مثلكم أن القدس لن تتحرر بوسم ولا برسم، بل بجهد وجهاد ورباط واستشهاد، إلا أن جماهير شباب أمتنا العربية والإسلامية يسألون سؤالًا صادقًا: ماذا نفعل للأقصى والقدس؟
1- الجهاد:
علينا أن نبدأ جميعًا في حملات عسكرية وإرسال للجيوش والألوية وقوى النخب وفرق المقاومة الشعبية، تترا كسيل هادر في اتجاه فلسطين والقدس لتحرير الأرض والعرض، وتتحول الجامعات والنوادي في بلادنا لمعسكرات تعبئة وحشد لفيالق المتطوعين من المجاهدين الشباب، وتبدأ حملات شعبية تقودها ربات البيوت والنساء للتبرع بالذهب والأموال لشراء وصناعة السلاح، فيقوم بذلك أهل فلسطين فإن لم يستطيعوا دحر المحتل، يُساعدهم أهل الأردن فأهل لبنان، فأهل مصر وسوريا والحجاز ونجد والعراق وغيرها حتى يتحقق فرض الكفاية، فتتوجه كتائب المقاومين بساحات الوغى وتشتبك مع المجرمين الصهاينة المحاربين فتفل حدهم وتكسّر جماجمهم وتسحق عظامهم، وتطردهم إلى بلادهم من حيث أتوا.
من المسئول عن فعل ذلك؟
– كل فرد يسّر الله له طريقًا لهذا الفعل.
– كل حكومة وجيش في دولة تقول أنها إسلامية.
ولكن ماذا يفعل هؤلاء في الواقع؟
– الفرد (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) فهو وصدقه.
– الحكومات والجيوش تقول قول له وجاهة، وهو أننا غير جاهزين كحكومات وجيوش إسلامية للحرب، فنحن كلنا في حالة ضعف شديد، وفارق القوى بيننا وبين الصهاينة والأمريكان مهول.
2- الإعداد:
نهبط درجة فالله لا يُكلف نفسًا إلا وسعها، وعلينا أن نبدأ من الآن وفورًا في الإعداد، بإقامة معسكرات لإعداد مقاتلين من الشباب ونشر العلوم العسكرية والأمنية والإستراتيجية بين الناس وجعلها ثقافة عامة، وعمل مؤتمرات دولية وأممية عن القضية الفلسطينية والقدس، وتوفير مئات الملايين من الجنيهات من ميزانية الدولة كل عام من أجل العمل في مجالات الإعداد النفسي والبدني والثقافي للفرد المقاتل، هذا إلى جانب بناء جيوش نظامية حديثة عالية الكفاءة والقوة، وضم فئات الشعب في كتلة واحدة وإزالة الاحتقان والكراهية والشحناء بينها لتجهيز المجتمع لمواجهة قريبة محتومة مع أكابر المجرمين من الصهاينة والأمريكان.
ونستخدم قوة الشعب وحراكه الهادر وقوة اقتصادنا وسياستنا وإعدادنا في فك قيود المعاهدات والالتزامات الدولية شيئًا فشيئًا، كما ندعم قوى المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح والخبرات، لتناور هي وتشغل الصهاينة عنّا حتى نُعد نحن العدة في مصر وسوريا والعراق والجزيرة العربية وغيرها من بلاد العرب والمسلمين، فنرمي وقتها عدونا عن قوس واحدة فيلقى مصرعه، فلا يبقى صهيوني واحد في أرض فلسطين من البحر إلى النهر، لتبقى أرضًا للمحبة والسلام لأهل العقائد والأديان باختلافهم في ظل الإسلام.
من يستطيع الإعداد؟
– على كل فرد أن يُعد نفسه كفرد بكل ما يستطيع من قوة وعلم.
– كل حكومة وجيش في دولة تقول أنها إسلامية وظيفتها هي الإعداد.
ماذا يفعل هؤلاء؟
– الفرد يعرف طريقه بأن يكون إمامًا صالحًا مُصلحًا.
– الحكومات والجيوش تقول ما باليد حيلة فقد حاولنا منذ 30 أو 60 سنة مضت ولم ننجح في هذا الإعداد، ففي الماضي فشلنا، والآن (احنا فقرا قوي) فلا نستطيع، أما بخصوص المستقبل فالحل هو (إقامة سلام دافئ مع إسرائيل).
3- الحراك الشعبي:
هبطنا درجة أخرى، فالجهاد بابه موصدًا مُغلقًا بالحديد والنار، والإعداد ممنوع، إذًا نريد للحكومات والجيوش في بلادنا الإسلامية أن تتركنا كشعوب نواجه، نضغط ونقوم بعمل تظاهرات مليونية كبرى واعتصامات ومؤتمرات شعبية وندوات حاشدة، فاستخدمونا أيتها الحكومات كرصيد لتضغطوا من خلالنا، فاتركوا لنا الساحات والميادين والقنوات والإذاعات والصحف لنقول فيها للكيان الصهيوني وأمريكا (كفى هذا)، اجعلوا الأرض ترتج سلميًا وحضاريًا بقولة حق في وجه الغرب الجائر والعدو الصائل والنظام العالمي الغادر.
من يستطيع القيام بحراك شعبي؟
– كل فرد هو أمة وعليه أن يتحرك.
– الجماعات والنقابات والأحزاب والجمعيات، قوموا بما تستطيعون كاملًا.
– كل حكومة وجيش في دولة تقول أنها إسلامية عليه أن يدعم الحراك الشعبي أو يتركه حرًا.
ماذا يفعلون واقعًا؟
– الفرد كن نواه لهذا الحراك الشعبي.
– مؤسسات المجتمع ناضلوا لآخر مساحة حرية وحراك تستطيعونها.
– الحكومات والجيوش ترد فتقول: ممنوع!! هذا يهدد الأمن القومي والنظام العام في البلاد، ومن يتحرك من الشعوب أو يتنفس فهو إرهابي له الاعتقال والتعذيب والتصفية والإعدام.
4- تحرير بلادنا أولًا:
هبطنا مرة أخرى، فبعد أن صودرت حريتنا في قول (لا)، ويكأن الجندي الصهيوني الذي يطأ الأقصى بحذائه العفن قد حضر للقاهرة وبغداد ودمشق والرياض وغيرها، وها هو يمنعنا من حقنا في أن نُعبّر حتى أو نقول (كفى)، إذًا تصبح فريضة الوقت هي أن تزيل الشعوب هذا السدد وهذه العوائق، أي أن تُسقط الحكومات والأنظمة المجرمة العميلة للصهاينة والأمريكان، فلا يُمكننا تحرير القدس إلا بأن تتحرر عواصم العرب والمسلمين أولًا، ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
من يستطيع تحرير بلادنا؟
– نحن الشعوب.
ماذا تفعل الشعوب بالحقيقة؟
– سيقول قائل شعوبنا مكسورة مهزومة مُغيبة مُجهّلة ذليلة، بل أكثر من ذلك الشعوب هي من تقاوم وتحارب من يتحرك للتغيير.
5- الدعوة وإيقاظ الغافلين:
لا زلنا نهبط حتى جاءت مهمة الوقت المحددة التي لا انفكاك عنها، بعد أن فشلنا في القيام بكل الواجبات السابقة، إذًا طريقنا هو أن نوقظ الناس ونُحرّكهم، أن نُحيي نفوسهم وعقولهم وبصائرهم، أن نزيل عنهم الغثائية والذوبان في الدنيا، أن ننير قلوبهم وننبه عقولهم ونستجمع قوتهم، حتى نصل لحد الاستطاعة أي القدرة على إحداث تغيير فعلي نصرة لهذا الدين والرسالة والقضية والعقيدة، وفلسطين والقدس، فكل شخص عليه أن يستيقظ في ذاته وأن يوقظ من حوله، ولا بد أن تنطلق مبادرات ومشروعات وأفكار، ومجهودات فردية وجماعية لإيقاظ الناس وإعادة الروح فيهم، روح الإسلام وروح القضية وروح الثورة وروح القدس، وروح العبودية والبذل والفداء والتضحية في سبيل الله.
وأنت.. أتريد الصدق؟! لا بد لك أن تتحرك وأن تجد دورك وطريقك، فنعم لم أستطع هنا أن أدلّك على فعلٍ مُحددٍ لتقوم به، ولكن أنت أدرى بنفسك وعليك أن تبحث وتُفتّش في قدر الله لك، أما أن تظل تُكلّم نفسك ومن يشبهونك، ثم تتأثر وتبكي وتتألم فهذا لن يفيد! هناك جموع وعشرات الملايين من العرب ومئات الملايين من المسلمين مغيبين (غثاء)، ليسوا جزءًا من المشهد، أغلبهم يعيشون حالة انهيار كاملة فلا يسمعوا حتى صراخنا، والبقية متحمسون ثم لا شيء غير ذاك! فهؤلاء لا يعرفون عن دينهم وتاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم إلا من إعلام الأجهزة الأمنية والمخابراتية وأهل الفن الهابط والثقافة المنحرفة.
واجبك أن تجد نفسك وتجد دورك، وفق مراد الله فيك وما وهبك.