- أحمد حسني يكتب: أسرى الثورات - الثلاثاء _25 _ديسمبر _2018AH 25-12-2018AD
- أحمد حسني يكتب: كيف نقيم إطلاق سراح القس الأمريكي في تركيا - الأحد _21 _أكتوبر _2018AH 21-10-2018AD
ليس المقصود بكلامي هذا الحالة السودانية تحديدا، لكن هناك ظاهرة يمكن أن نطلق عليها.. “أسرى الثورات”.. وهذه حالة تصيب من شاركوا في ثورة ما.. يوما ما، فيحدث عندهم نوع من الولاء والتأييد التلقائي لأي ثورة في أي مكان لأي سبب..!!؟؟،
ليس معنى أنني شاركت في ثورة يناير مثلا وأيدتها ولازلت أؤيدها، أنه أصبح لزاما علي أن أؤيد أي “ثورة” في أي “مكان” لأي “سبب”..
وإلا أصبحت في حكم السادة “أسرى الثورات” خائنا لمبادئي وصاحب معايير مزدوجة وذا وجهين..!!؟؟،
فهل مثلا لأني أيدت ثورة يناير وجب علي تأييد ما أطلقوا عليه “ثورة يونيو”..!!؟؟،
ليس هناك ما يمنع أن أؤيد ثورة وأعارض أخرى، وليس هناك ما يمنع من أن أدعو في مكان ما لثورة وفي مكان آخر لحل سياسي بعيدا عن الثورات، وليس هناك ما يمنع من أن أنحاز في موقف ما وأقف على الحياد في موقف آخر، كل هذا مشروع شرعيا وسياسيا،
ما لم نؤيد ظالما في ظلمه ولا نعين مجرما في إجرامه أو نمنع الناس حقوقهم وحرياتهم، وكل ذلك يعود إلى النظر في دوافع كل تحرك ومآلاته ومن يقف خلفه، وحساباته من جهة المصالح والمفاسد، وكل هذه الأمور تقع في مناطق الاجتهاد البشري، ولا عيب أن تختلف فيها الرؤى والتقديرات، وختاما وليس دفاعا عن موقف قناة الجزيرة وقطر مما يجري على أرض السودان،
ولكن نفترض فرضا أن دولة قطر لديها معلومات تفيد بأن دول الحصار هل التي تدفع الحراك السوداني الأخير لفرض أجندة معينة تعارض مصالح دولة قطر (هذا مجرد فرض وليس له أي علاقة بتقديرنا لأحقية الشعب السوداني في المطالبة بحقوقه المشروعة ومحاسبة حكامه) لكن قياسا على هذه الفرضية، هل ينبغي على قطر وقناة الجزيرة أن تسخر إمكاناتها من أجل تأييد تحرك يعود عليها بالمفسدة..!!؟،
هل يعقل هذا..!!؟،
هل هناك دولة فعلت ذلك أو يمكن أن تفعل ذلك..!!؟،
هل هذا يجعل من قطر دولة تؤيد الظالمين والطغاة..!!؟،
أيها السادة الكرام.. مهلا ورفقا وصبرا، لا داع أبدا للاندفاع والأحكام المتسرعة والمبكرة وإجادة واحتراف خسارة الأصدقاء وكسب الأعداء..!!