Latest posts by أحمد الشريف (see all)
- أحمد الشريف يكتب: في ذكري الزيارة المشئومة!!.. - الثلاثاء 22 ربيع الأول 1441ﻫ 19-11-2019م
- أحمد الشريف يكتب: غزة صداع في رأس الصهاينة!! - الجمعة 18 ربيع الأول 1441ﻫ 15-11-2019م
- أحمد الشريف يكتب: من عظماء الأمة.. «فتحي الشقاقي» - الخميس 10 ربيع الأول 1441ﻫ 7-11-2019م
«أتمنى أن أستيقظ من النوم ذات صباح فلا أجد غزة على الخريطة» !!!.
هذه العبارة الشهيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق «إسحاق رابين» ،طالما رددها المسئولين الصهاينة منذ أوائل التسعينيات وحتى يومنا هذا!!
ولكي نفهم معزي العبارة هناك بعض المعلومات الجغرافية والتاريخية يجب معرفتها أولا:
مساحة فلسطين التاريخية كلها حوالي 27000 كيلو متر مربع، يعني أقل من نصف مساحة شبه جزيرة سيناء!!
مساحة الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس حوالي 6000 كم مربع ، وهو ما يعادل مساحة محافظة الفيوم في مصر!!
ومساحة قطاع غزة بالكامل الذي يضم (مدن غزة ودير البلح وخان يونس ورفح الفلسطينية) حوالي 360 كم مربع، وهو ما يعادل تقريبا ثلث مساحة محافظة دمياط(أصغر محافظات مصر)!
هذا هو الجانب الجغرافي ،وأما الجانب التاريخي الذي يجب معرفته وفي اختصار شديد هو:
منذ نهاية الحرب العالمية الأولي (1918) وفي ظل الاحتلال البريطاني، توافدت الهجرات اليهودية المنظمة من الدول الأوروبية إلي فلسطين!!
ومع استشعار الخطر وزيادة عدد اليهود وامتيازاتهم من جانب سلطات الاحتلال قامت جماعات جهادية لرفض هذه الهجرة وإقامة وطن لليهود داخل فلسطين!
وبعد استشهاد المجاهد السوري عز الدين القسام في مدينة جنين، قام الشعب الفلسطيني بثورة كبري (1936) وإضرابات عامة لمقاومة الاحتلال والحد من الهجرة الصهيونية لفلسطين!!
ولكن اجهضت نتائجها بسبب القوي الاستعمارية وتواطؤ النخب الحاكمة العميلة للاحتلال!!
ومن ثم قامت الحرب العالمية الثانية (من 1939 إلى 1945) والتي أسفرت عن ظهور قوى عظمى عالمية جديدة متمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي فضلا عن بريطانيا وفرنسا اللذان يمثلان الاستعمار القديم!!
وتم إنشاء هيئة لإدارة العالم يسيطر عليها المنتصرون وأطلقوا عليها اسم “الأمم المتحدة”!!
التي أصدرت قرار في 1947 بتقسيم فلسطين التاريخية بين العرب الفلسطينيين أصحاب الأرض ،واليهود المهاجرين من شتات الأرض!!
وكان ما يمتلكه اليهود وقتها حوالي 6 % فقط من كامل الأراضي الفلسطينية!!
وكان عدد اليهود الصهاينة وقتها حوالي 600 ألف صهيوني بعد أن كانوا وقت الحرب العالمية الأولي 50 ألف فقط لا غير!!
وفي المقابل كان العرب الفلسطينيون يملكون 94 % من الأرض وبلغ تعدادهم وقتها (سنة 1947) 2 مليون فلسطيني!!
وبالرغم من كل ذلك صدر قرار القوي الاستعمارية بتقسيم فلسطين ،وإعطاء أصحاب الأرض حوالي 43 % فقط من الأرض في مقابل منح اليهود 56 % من كامل الأراضي الفلسطينية!!
و الإبقاء علي مدينة القدس وبيت لحم تحت الوصاية الدولية!!
وبالطبع رفض العرب قرار التقسيم وقرروا تجهيز الجيوش وخوض الحرب من أجل فلسطين!!
وبعد انتهاء الانتداب البريطاني في منتصف مايو 1948، تم إعلان قيام الدولة الإسرائيلية علي نصف الأراضي الفلسطينية تقريبا حسب قرار التقسيم!
ولكن زحفت الجيوش العربية التي كان عددها مجتمعة أقل من ثلث العصابات اليهودية بكل أسف!
وبعد خيانات عديدة انتهت حرب 1948 بنكبة عظيمة علي الشعب الفلسطيني فاقت قرار التقسيم!
حيث خرج الصهاينة منتصرون وقد استولوا علي 77 % من كامل الأراضي الفلسطينية!!
وتبقى للشعب الفلسطيني منطقة الضفة الغربية والتي تمثل 22 % من جملة فلسطين التاريخية حيث تم ضمها إداريا للمملكة الأردنية!!
وقطاع غزة الذي يمثل 1 % فقط من الأراضي الفلسطينية والذي وقع تحت السيادة المصرية!!..
ومن بعد النكبة العربية جاءت النكسة المصرية لتقع علي البقية الباقية من الشعب الفلسطيني ولتصبح الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس ،وقطاع غزة تحت الإحتلال الإسرائيلي الصهيوني في يونية 1967 !!
وبعد النكسة أصبحت منظمة التحرير التي تأسست في 1964، هي المتحدث نيابة عن الشعب الفلسطيني ؛وبعد اصطدام مؤسسها أحمد الشقيري بالقادة العرب وتحميله إياهم ضياع باقي فلسطين وتقديم استقالته من المنظمة!
استولى ياسر عرفات وجماعة “فتح” علي قيادة منظمة التحرير والكفاح المسلح ضد الصهاينة والعمل علي تحرير فلسطين..
وبعد مفاوضات السادات مع اليهود ورفض “مناحم بيجن” الحديث عن أي تنازل من جانب إسرائيل عن الضفة وغزة أو “يهودا والسامرة” كما كان يحب أن ينطقها ليضفي عليها القدسية العبرية لدي الشعب اليهودي في إسرائيل!!
ومع ازدياد الخلافات بين نظام السادات ومنظمة التحرير ؛ تحول السادات للجانب الصهيوني وبارك اجتياح إسرائيل لجنوب لبنان سنة 1978 من أجل تأديب الفلسطينين في مخيماتهم هناك!!
وفي نهاية الثمانينيات أسفرت المقاومة الإسلامية حماس عن وجهها وكانت ، مع حركة الجهاد الإسلامي، المحرك الرئيسي للانتفاضة الفلسطينية الأولى في الضفة والقطاع سنة 1987 !!
(ولمن أراد المزيد عن بدايات الحركة يضغط هنا) …
وبعد نكبة غزو العراق للكويت التي أصابت المنطقة العربية وزادتها وهنا علي وهن!!
جلس ياسر عرفات ممثلا للشعب الفلسطيني مع الصهاينة معترفا بهم وبدولتهم إسرائيل ووقع اتفاقية أوسلو 1993 !!
فالرجل بعد جهاده الطويل من أجل القضية الفلسطينية لم يجد ما يبيعه سوي .. القضية !!
ومن أجل كسر الإرادة الفلسطينية والمقاومة لجأ الصهاينة كعادتهم إلي استخدام عملائهم في هذه المهمة !
وبعد أن تحولت منظمة التحرير إلى السلطة الفلسطينية المسئولة إداريا عن الشأن الفلسطيني في الضفة وغزة تحت إدارة الاحتلال الصهيوني !!
عملت علي كسر المقاومة واعتقال قادتها من أجل حماية الاتفاقية المعقودة مع الصهاينة طمعا في دولة منقوصة السيادة !!
وبعد التضييق علي حماس والجهاد في القطاع من قبل السلطة لم يكن أمام رجال المقاومة بعد ذلك سوى الخروج إلى الضفة، وهو ما سرع في وضع سياج أمني يحول بينهم وبين ذلك !!.
وقد فعل الاحتلال ما فعل بعدما تبين أن رجال حماس في غزة قد نقلوا أعمالهم وخبراتهم إلى الضفة الغربية، حيث بدأ جهاز “حماس” العسكري (كتائب القسام) بتنفيذ أعمال كبيرة هناك ظهرت بعد عام 1993 من خلال مجموعات الشهيد المهندس يحيى عياش فضلا عن عمليات حركة جماعة الجهاد مما أدي لاغتيال مؤسسها الشهيد فتحي الشقاقي !!..
وبعد فوات الأوان ،استعاد ياسر عرفات وعيه واكتشف اللعبة الصهيونية التي استخدمته لصالحها بدون أي مقابل فاختار خيار المقاومة وتقارب مع المقاومة الإسلامية في التصدي للغطرسة الإسرائيلية !!
وبعد تدنيس شارون للمسجد الأقصى ،اندلعت الانتفاضة الثانية للشعب الفلسطيني في سبتمبر سنة 2000 والتي دامت لأكثر من أربع سنوات وتكبدت فيها الدولة العبرية أكثر من 1000 قتيل!!
وللقضاء عليها جاءت اليهود كعادتهم برجلهم محمود عباس (الذي تسلم السلطة بعد سم ياسر عرفات 2004) والذي كان ينظر باحتقار للمقاومة ويصف عملياتها بالإرهابية !!
وبالفعل جلس محمود عباس مع رئيس الوزراء الصهيوني أرييل شارون في شرم الشيخ وتوقيع الهدنة بين الطرفين أوائل العام 2005!!
ولكن لم يكن في الإمكان السيطرة علي قطاع غزة والحفاظ على حياة المستوطنين الصهاينة هناك دون تكبد خسائر فادحة!!
لذلك لم يكن أمام حكومة شارون سوي الانسحاب من طرف واحد من القطاع وتفكيك حوالي 20 مستوطنة وإخلائها من اليهود الذين اشتبكوا مع الجيش الإسرائيلي لرفضهم ترك بيوتهم بالقطاع!!
وقد دفعت لهم الحكومة الصهيونية مبالغ طائلة عوضا عن مستوطناتهم في غزة!
ونتيجة لذلك سقط شارون داخل حزبه الليكود وانسحب منه!!
في الوقت الذي نجحت فيه حماس باكتساح في أول انتخابات تشريعية في البلاد (2006) مما جعل رئاسة الحكومة تذهب لإسماعيل هنية وهو الأمر الذي رفضه الصهاينة والسلطة الفلسطينية الفتحاوية بقيادة محمود عباس!!
مما أدى لتمركز حركة المقاومة في غزة ،والسعي لمحاولة القضاء عليها وتحطيمها والتخلص من صداع (2 مليون فلسطيني) في رأس الاحتلال الصهيوني وعملائه في دول الجوار!!
وعن محاولات اجتياح القطاع وقصفه المتكررة منذ 2006 إلى يومنا هذا وتصدي المقاومة وانتصاراتها المبهرة حديث آخر بإذن الله.