- أحمد الشريف يكتب: جمال الدين الأفغاني ماسونيًّا؟!. - السبت _9 _يناير _2021AH 9-1-2021AD
- أحمد الشريف يكتب: غزة صداع في رأس الصهاينة والمتصهينين! - الأثنين _4 _يناير _2021AH 4-1-2021AD
- أحمد الشريف يكتب: المُمتحَنة.. وصلح الحديبية المُفتَرَى عليه؟!. - السبت _12 _ديسمبر _2020AH 12-12-2020AD
في منتصف الثمانينيات التقي الأستاذ فهمي هويدي في إحدى المناسبات الثقافية بالمفكر المعروف حسين أحمد أمين، الذي صرح في ذلك اللقاء مخاطبا الحضور:
” لا تعلمون مدي سعادتي وفرحي عندما أعثر في كتب التاريخ علي مثالب الصحابة والتابعين أو من تدعونهم بالسلف الصالح !!
لأن هذه المثالب والعيوب تدل علي أنهم بشر مثلنا، لهم ضعفهم وأخطاؤهم، وأنهم ليسوا بالمثالية أو النورانية التي يحاول البعض أن يحيطهم بها ” !!!
فرد عليه الأستاذ فهمي هويدي بقوله:
” هكذا يفعل موظفو البلدية الذين يجوبون الشوارع والأزقة، لا تقع أعينهم إلا علي القمامة ” !!!
وقد أثبت هذه الواقعة الأستاذ هويدي في كتابه الرائع تزييف الوعي الذي كتبه سنة 1987 للرد على كبار مفكري العلمانية ونجوم الإعلام والصحافة وقتها أمثال: د. فرج فودة، د. فؤاد زكريا، د. محمد نور فرحات، يونان لبيب رزق، حسين أحمد أمين، ولطفي الخولي وغيرهم…
والذين عقدوا الندوات و دَبَّجَوا المقالات للتصدي لما أسموه
” التطرف السياسي الديني ” !!
ونشرت لهم الدولة مجموعة كتب هدفها الطعن في سلف الأمة و تاريخها الإسلامي بصفة عامة من أجل إسقاط أي حديث عن الشريعة الإسلامية وصلاحيتها للتطبيق!!
ومن أقوى هذه الكتب تنظيرا وحجة، أربعة صدرت خلال سنتي 1985، 1986 وهي:
كتاب “الحقيقة والوهم” لفؤاد زكريا، وكتاب “قبل السقوط” لفرج فودة، وكتاب “حول الدعوة لتطبيق الشريعة” لحسين أمين، و”المجتمع والشريعة والقانون” لنور فرحات !!!.
وهم من قصدهم الأستاذ هويدي حين كتب:
{إن رواد مدرسة البحث في النفايات والقمامة، هم أنفسهم رواد تنظيم التطرف العلماني.. الذين تصيدوا نماذج من قمامات التاريخ ونفاياته، وحشوا بها كتبهم الأربعة التي بين أيدينا..
وإن المرء ليصاب بدهشة بالغة وهو يطالع هذه الصورة المعتمة في كتابات بعض مثقفينا؛ بينما يقرأ نقيضا كاملا لها في كتابات آخرين من المستشرقين المنصفين الذين رأوا الكثير من إشراقات التاريخ الإسلامي، حتى قال المؤرخ جوستاف لوبون: “إن العرب أول من علم العالم كيف تتفق حرية الرأي والفكر مع استقامة الدين، وهم الذين قادوا مدنية العالم طوال 600 سنة”!!…
وبمثل ذلك قال أيضا ويلز وديورانت و لوثروب ستودارد صاحب كتاب “حاضر العالم الإسلامي” وتوماس أرنولد وآدم ميتز وغيرهم !!…}
و لكي تتم الفائدة من هذا الكتاب الرائع فقد نَبَّهَ الأستاذ هويدي علي قاعدة هامة حين كتب:
{ أننا إذا رفضنا تسويد صفحة التعاليم والتاريخ الإسلاميين، فإننا نرفض بنفس القدر منطق التبييض والتجميل غير المبرر !!..
فإذا انتقدنا مدرسة البحث في قمامة التاريخ، فلا بد لنا من أن ننتقد دعاة دغدغة المشاعر وتزيين الأحلام الوردية والإيهام بأن المجتمع الإسلامي مصنع للملائكة، وتاريخه لم يكن سوى نسخة ربيعية مسطورة بحروف من ذهب فِي سِفْر الهناء والمجد !!..
إن الأولين يخطئون عندما يحاولون تزييف الوعي !!…
والآخرين يحاولون تغييب الوعي !!…
وما يقوم به هؤلاء وهؤلاء من قبيل الغلو المنكور !!..}
وهذه القاعدة هي أشد ما نفتقده هذه الأيام !!
كما نفتقد أمثال هذا الكاتب الفذ الذي مُنع من الكتابة منذ منتصف 2017م وحتي يومنا هذا !!..